الاستهبال
مصطفى وهبي التل
هللت ورحبت #أمانة_عمان الكبرى ورقصت و(جننت) الدنيا على منظومة السيطرة والتحكم بالكامل الذي صرفت، وستصرف، الملايين عليه.
المنظومة، حسب بيانات الامانة، ستقوم برفع مستوى الانسيابية المرورية في #العاصمة.
والمنظومة، ايضا حسب (حكي) الامانة، سترفع مستوى السلامة المرورية على #الطرقات.
وتقول الأمانة أيضاَ أن هذه المنظومة الخرافية ستضبط السلوكيات الخاطئة والسلبية من قبل السائقين.
(شي غاد) زيورخ لأن عمان ستصبح المدينة رقم واحد في العالم مع هذه المنظومة الساحرة.
حلو
جميل
(شو بدنا أحسن من هيك)؟
لكن ….
لنعود للوراء على الاقل 20 عاماً ونستخرج التصاريح والتقارير الصادرة عن الامانة حول مشاريع وأنظمة وسياسات جديدة للأمانة ودورها في تحسين المرور والنظام في شوارع العاصمة. بعد ذلك دعونا نقارن حال شوارع العاصمة قبل 20 عاما وحالها اليوم.
أعتقد ان الجواب واضح جداَ للعيان.
على عكس المطلوب، مع كل مليون من #أموال_الشعب أو اموال المنح والمعونات يتم صرفها على مثل هذه المشاريع، تزداد مشاكل الطرق في العاصمة ويقل النظام والانضباط!
واضح ان المستفيد الوحيد من الملايين التي مفروض انها صرفت على هذه المشاريع والانظمة هو المتعهد والبائع و(المكمشن) وعمولة الكبار.
أما تحسن الإنسيابية المرورية والنظام (إنسى).
ماذا ستفعل منظومتكم السحرية بالازمة القاتلة اليومية على مخرج من أهم مخارج العاصمة عندما قامت منظومتكم المترهلة باعطاء رخصة لبناء مركز تجاري ضخم في عنق المخرج؟
اتمنى أيضا ان أعرف ماذا ستفعل منظومتكم التي ستكلف الملايين بالازمة الرهيبة القادمة لا محالة بعد ان قامت منظومتكم المترهلة بمنح رخصة لبناء مستشفى ضخم من عدة طوابق مكان منزل عائلة على شارعين فرعيين؟ الشارعين اليوم، وقبل الانتهاء من بناء المستشفى وتشغليه، يعانون من ازمة ضخمة يومية تدوم لساعات!!
بدل ما تصرفوا ملايين على منظومة لن تفيد في ظل الترهل والفساد و(التخبيص) في التراخيص والتنظيم، اصرفوا (شوية) فلوس على الموظفين واعطوهم دروس منطق. وكمان (شوية) فلوس وصلحوا الشوارع من الحفر والمطبات ومع (البيعة) خططوا الشوارع كمان.
بعد ما تصلحوا الشوارع وتخططوها وبعد التوقف عن (التخبيص) في التراخيص والتنظيم، فكروا في منظومة الملايين. قبل ذلك (كله حكي فاضي).
قاعدين (تبيعوننا حكي) عن عمان المستقبل ونحن نتمنى لو تتمكنوا ان تصلوا لمرحلة عمان السبعينات والثمانينات النظيفة المرتبة المنظمة.
بكفي (استهبال).
