وما تلك بيمينك يا موسى / محمود الشمايلة

وما تلك بيمينك يا موسى :

يا صديقي الفقراني علي
يتكوم صدى الصوت في بطن الواد المقدس طوى ما بين حي الثلاجة والمرج ،
في اسفل الوادي تتكدس سيارات البلدية والياتها كما تتكدس احلام الذين مروا من هنا والنيه عمان ،،،، وعمان يا مبعدك عمان ، ثم مجمع الباصات والجسر.

كيف لوجه القلعة ان يحتمل كل هذا الضجيج ،
مغني سوقي يؤدي اغنية سوقية جدا على انغام المجوز ثم يضيف بجملة معترضه جدا عبارة اصحي يا قرية ارقصي يا قرية وجبين القرى لا يعرف الرقص ابدا.

لا ادري ايهما يشبه الاخر وجه القلعة ام وجه الفقراني علي الطراونه …
هو ذات الحزن وذات الاه ..
هي احلام المتعبين حين تصطف امام عتبة باص عمان الكرك وثمة الكثير من فقدان الامل ..
يوما ما ..، احدهم غادر الى المدينة الطبية لاجراء عملية قلب مفتوح والاخر كان ينوي تقديم طلب لتعيينه قنصل في سفارة الوطن في مصر الحبيبة ، ام الثالث فقد قال انه سيذهب الى وادي الرمم لشراء طرمبة بريك كيا سيفيا ٩٣.

يحملهم الباص ليبتلع الطريق الاسفلتي على صوت الاغنية السوقية ذاتها وباداء المطرب الذي اصدر اوامره للقرية بأن ترقص..
في الحقيقة بعض الاشياء هنا ترقص وبعضها الاخر يجيد الرقص تماما ك كتترول الباص الذي كان ينظر الى المتعبين كانهم اوراق نقدية ،.حتى انه اشار على السائق ان يتوقف امام رجل بائس اخر بقوله ( هات هالدينارين معك يا معلم).

جميعنا يا فقراني اوراق وقطع نقدية تتساوى وتتفاوت فيما بينها حسب حجم القرية ومقدار بؤسها فكلما زاد البؤس زادت الاجرة …
هل عمان بائسة ك قرية محي؟!

يا صديقي الفقراني ..
اطل الان من شرفتي المطلة على وجه قلعة الكرك وعلى قاع الواد المقدس طوى استرق السمع فلا ادري ايهما اكثر ضجيجا اهو صوت انين القلعة ام سوقية صوت المغني الباهت؟!

على اية حال سأكتفي بمراقبة عينيك على جدران القلعة ….ربما.
كم انا بائس يا صديقي … لا شيئ يطربني سوى النظر في عيون المتعبين مثلي.
انا وانت ومجمع الباصات وكراجات البلدية ووجه القلعة تقاسيم القرية المسافرة الى عمان

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى