أنين يستجدي الحياة..

أنين يستجدي الحياة..

خاص سواليف
مقال السبت 17 / 9 / 2022

في آخر صباح ، التقطت #الفؤوس التعبة أنفاسها، واتكأت #المجارف على #الجدار ،وجلس أفراد #الإنقاذ على الدرج القريب لا يرغبون بالمغادرة، لكن في نفس الوقت لا شيء يستدعي البقاء.. كلمّا همّوا بالعودة إلى منازلهم يخيّل إليهم أن ثمّة #أنين يستجديهم الحياة..وما أن يقتربوا من #الجدران المكسّرة وبقايا الحيطان يتّأكدون أنها مجرّد توّهمات واختلاطات #الحزن بالتعب فيعودوا للاستراحة على الدرج القريب لا هم يرغبون بالمغادرة ،لكن لا شيء يستدعي البقاء..
إن الأنين الذي يستجدي #الحياة – يا سادة- من فوق #الركام لا من تحته هذه المرّة ، نحن أصحاب الأنين، القابعون في #الطوابق_التحتية ، المتضررون عند أول #انهيار ، نحن من يتابع التشقّقات ويبلّغ عنها كل صباح بمقال أو منشور أو اعتصام ، هلاّ تسمعوننا لتلقوا إلينا حبل النجاة، نحن في #وطن_كريم جداً على #اللصوص بخيل جدّاً على الشرفاء ، ودود جداً مع الهمل صلف جداً مع الرجال ، طربٌ جداً للكاذبين والرمّامين والمنافقين والسفلة..أصمّ للناصحين الصادقين الصارخين من شدّة أوجاعهم..
نحن أصحاب الأنين يا سادة، لسنا بحاجة الى سيارات الدفع الرباعي لتغزو مصفّات الإدارات وتطوف بالشوارع أناء الليل وأطراف النهار، نحن بحاجة إلى معدّات إنشاء وإنقاذ وبناء ، لسنا بحاجة إلى أسطول من “التيسلا” في كراجات رئاسة الوزراء ، نحن بحاجة إلى “حفّارات” و”جرافات” وقلابات تسعف الدولة ان نزفت أو ترفعها إن نهضت..لسنا بحاجة إلى مواكب تسبقها سيارات مصفّحة وتلحقها سيارات مصفّحة تغلق الشوارع وتشل الحركة على الجسور ، نحن شعب طيب لا نغتال احد أو نؤذيه ، نحن في أقسى غضبنا نسأل الله للضال ” أن يهديه” ، فلم تخافون منّا الى هذه الدرجة ..أم أنكم تخافون “افعالكم”..و”تخافون” الجوع الطائش الذي قد يصيبكم على حين غرة؟؟؟….لسنا بحاجة الى المواكب وسيارات سوداء بزجاج مظلل نحن بحاجة إلى علاجات بالمستشفيات ومقاعد لأطفالنا في المدارس وحافلات تحترم مواطنتنا التي هي حقّنا لا منّة ولا مكرمة منكم ..لسنا بحاجة قصور للقادة الأمنيين والباشوات ورؤساء الحكومات المطيعين…نحن بحاجة إلى مساكن دائمة ومجانية للأسر التي فقدت بيوتها وأحبتها في حادثة اللويبدة، اليس من المعيب أن تتسوّلوا على الموتى؟؟ …أخيراً لسنا بحاجة الى فائض جديد من مرتدي البدلات الناعمة الباردة وربطات العنق..نحن بحاجة الى لابسي “الأفرهولات وخوذ الحماية” والبساطير الواقية ..
انتبهوا إلى مؤسساتكم التي أهملتموها لصالح مكاتبكم ومكاسبكم ومركباتكم وقصوركم…انتبهوا الى مؤسسة الدفاع المدني التي تحمل على عاتقها ضعف وترهل باقي المؤسسات ،تعمل ضمن الإمكانات، هي مثلنا تعضّ على وجعها ولا تتأفف ..لسنا بحاجة- يا سادة- الى مزيد من “القامعين” الذين يحملون بأيديهم هروات نحن بحاجة أكثر “للمنقذين” الذين يحملوننا بين أيديهم للحياة..
انقشع غبار اللويبدة ..رحل عنها أربعة عشر قمراً أردنياً يخصّنا جدّاً وجعهم ،ويُسمعم جداً وجعنا..ننحني جميعاً لفرق الانقاذ التي عملت ما بوسعها ،ضمن استطاعتها وقدرتها…ونقول لها ،بوركتم وعوفيتم…لكن قبل مغادرة المكان أنصتوا قليلاً…..المهمّة لم تنته بعد ،هل تسمعون؟؟ ثمّة أنين يستجدي الحياة..هل تسمعونه؟؟…انه الشعب الذي يستجدي الحياة!..

#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى