الطوابين تغزو منازلنا / باجس القبيلات

     الطوابين تغزو منازلنا

 كتب الأستاذ (باجس القبيلات) مقالا بعنوان (الطوابين تغزو منازلنا)، تناول فيه أهم حدث طرأ على الساحة المحلية في الأونة الأخيرة وإليكم التفاصيل .

حيال رفع ضريبة المبيعات على العديد من السلع والخدمات الأساسية مع مطلع العام الحالي، بدأ الغالبية العظمى من الأردنيين يلجأون في حياتهم اليومية إلى وسائل مختلفة، إيمانا وتيقنا منهم بأنها ستحل مشكلاتهم وتقربهم من حاجاتهم وتخفف عليهم عناء الحياة السوداء المضطربة العكرة في السنوات الأخيرة نتيجة سياسة هوجاء اتخذت من جيوب المواطنيين المرهقين ماليا مصدرا لسد عجز الموازنة .

يقول كاتب المقال معقبا على الفقرة الأولى: على ضوء رفع ضريبة المبيعات، كأن شيئا نائما استيقظ في أعماق الأردنيين، فقد كان لرفع الضريبة على العديد من السلع والخدمات الأساسية مع مطلع العام الحالي وقعا مجلجلا على المواطنيين الذين ظنوا في قرارة أنفسهم أن الارتفاع سيطال سلعا محدودة بالإضافة إلى الخبز، مما يعني أن الدعم الذي أوهمت الحكومة الناس به سيفي بالغرض المطلوب، علما أن الدعم لا يغطي تكاليف ثمن الخبز إلا أسابيع معدودة فقط، لذلك وجد المواطن الدعم  فرصة سانحة لتسديد التزامات شخصية وأعباء مالية مترتبة عليه سابقا .

مقالات ذات صلة

إزاء هذه الأحداث السلبية أصيب الناس بخيبة أمل عارمة فخرجوا يجوبون الساحات والشوارع منددين بالقرارات الظالمة، وتقلصت الحركة الشرائية على المواد الغذائية وازدادت عمليات السطو على البنوك والاختلاسات من المحال التجارية والصيدليات مع تنبؤات بتصاعد مستمر لهذه الأحداث المؤسفة، وسادت البلاد فوضى وتلبك على جميع الصعد سواء من قبل المواطن أو العامل أو التاجر وهذا إن دل فإنه يدل على تخبط في القرارات النابعة من قبل الجهات الرسمية .

وأما إذا تطرقنا إلى الموضوع وحاولنا استخلاص نواح إيجابية فإن بعض العائلات بدأت تنتهج نهجا مغايرا عما كانت عليه سابقا، فبعض البيوت تحولت إلى طوابين لإنتاج الخبز ومعامل للألبان، والرجال أقلعوا عن التدخين وأخذوا يركبون الحافلات عوضا عن مركباتهم، وثمة ممارسات حياتية عديدة بدأ الناس يعتادون عليها وأضحت بكل ما فيها من ضيق وقلق وإرهاق وملل نوعا من المقر المزعج الذي روضوا أنفسهم على الاستقرار والتأقلم فيه .

ختاما، تقول الدراسات ليس مدهشا أن يعتلي الحلم بالغنى أعلى قائمة أمنياتنا، لأن جميع الدراسات التي تم نشرها وتداولها تشير إلى أننا بمجرد أن نحقق الحاجات الأساسية في حياتنا، فإن مراكمة أي زيادة من المال لن تضيف شيئا إلى مستوى الإحساس بالسعادة لدينا، لذلك أي تغيير يطرأ على الأسعار في المستقبل لن يقدم أو يؤخر في كينونة الناس شيئا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى