“أجاك يا #بلوط من يبلطك”.
#الواقع #السياسي و #الشعبي في #إيران، والرد الغربي؛؛
بداية… أشير إلى أن ” البلوط” شجر حرجي، ينتشر في غابات بلاد الشام والعراق وبعض دول حوض البحر المتوسط , وهو شجر يعمر عشرات السنين، وله ثمرة تشبه الرصاصة إلى حد ما , قشرتها الخارجية ملساء، تكون خضراء في بداية التكوين ثم يميل لونها الى البني عند تمام النضج , وطعمه مر في الفم اذا أكل نيئا، واقل مرارة اذا كان مشويا.
أما قصة المثل، فيحكى ان رجلا قرويا جمع كمية من ثمار البلوط البرية , ووضعها في أواني وحملها على حماره , وذهب بها الى سوق المدينة، واخذ يتجول في الشوارع وينادي : كستنا يا كستنا ,يا حلوة يا كستنا؛
وبالمناسبة فإن ثمرة الكستناء قريبة الشبه من بعض انواع البلوط،ولكنها أغلى ثمنا وأكثر فائدة، فاخذ الناس يشترون منه البلوط على أنه كستناء , وبعدما سألوه عن شكلها الذي لا يشبه الكستناء التي يعرفونها!
فكان جوابه لهم : بأنها كستناء برية، وليست كتلك التي يعرفونها .
وبينما كان تاجر البلوط على حالته… ينادي ويبيع ، جاء إليه رجل ليشتري منه ,فلما رأى بضاعته صاح به : يا رجل هذا بلوط !
هذا بلوط وليس كستناء!.
فقال البائع على الفور :” وأخيرا اجاك يا بلوط من يعرفك أو يبلطك “، وأصبحت مثلآ.
يضرب هذا المثل لكل من اراد ان يُظهر شيئا بخلاف واقعه، او يَظهَر هو بخلاف حقيقته ,فالمستور لا بد ان ينكشف يوما ما..؛
منذ قيام ثورة الملالي في إيران،والتي أشتعلت شرارتها عام 1979، بقيادة آية الله الخميني، والذي أتى او أتي به الغرب، فتحولت إيران من نظام ملكي علماني، بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي، والذي كان مدعوما من الولايات المتحدة ، واستبدل بما يسمى بالجمهورية الإسلامية بقيادة الخميني.
يزعم البعض ان تلك الثورة إسلامية، ولكن الإسلام منها براء، كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فمنذ بدأت، بدأ معها الصراع العقدي والطائف بشكل جلي ، في عالمنا الإسلامي المعاصر، فذاك سني، وذاك شيعي، وما اقترن بذلك من ويلات الطائفية ، ولا أود التعريج على ذلك لتشعبه وطول شرحه، ولكني أختصره في سطور.
إن لغاية من ذلك التغيير في إيران، هو إقامة كيان شرق اوسطي، على الحدود مع العرب على وجه الخصوص،نظام توسعي يدعي الإسلام في ظاهره ، ولكنه يمارس وينشر الكفر في ظاهره وباطنه.
ولغاية الأولى والأهم ،إعادة إشعال نار كسرى، وإذكاء وإحياء العداوة بين العرب والفرس.
غايات وأهداف شيطانية خبيثة لتلك الثورة، حيكت خيوطها في اروقة الكثير من الدول الكبرى والصغرى.
أهداف وافكار منها السري والعلني، فأما العلني، فإظهار العداوة للغرب الكافر بحد زعمهم ، والدفاع عن المضطهدين، وإقامة العدل بين الناس، ونشر الدعوة الإسلامية بحسب منهجهم ومعتقدهم المخالف للحق ظاهرا وباطنا .
وأما المقصد السري، فغايته التغلغل في الاوساط العربية على وجه الخصوص، ونشر فكر التشيع ، وإثارة الشبهات حول العديد من القضايا الإسلامية، وفي مقدمتها العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإثارة المزيد من الشبهات حولها، وتحريف آيات القرآن الكريم، وطمس معالم بعض ما صح من السنة النبوية، وخلق المزيد من الخلافات في بعض العبادات والأحكام، والطعن في بعض أمهات المؤمنين، وشتم وقدح بعض من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين وغير ذلك.
فهل هذه ثورة للإسلام ام ضده وعليه؟
اكتفي بذلك، ومن أراد المزيد فالواقع يكفيه، وما يتم بثه عبر بعض القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة، وما يبث فيها وعبرها، من شبهات، ولدت هدف إثارة الشبهات، واوجدت هدف أحياء العداوة والبغضاء، واوقدت نار كسرى.
حتى انهم أطلقوا اسمهم الفارسي على خليجنا العربي، واحتلوا جزرا عربية، وفي كل يوم يتمددون، فأججوا نار الفتن في بلدان الخليج العربي.
كما اشعلوا نار الفتنة والطائفية في العراق وسوريا ولبنان، حتى أن بعض الاذناب من بعض الاحزاب التي هي تبع لإيران، قامت بتمويل جبهة البوليساريوا من اجل الوقيعة بين بعض دول المغرب العربي!
وتكرار محاولات خرق الأمن الأردني،من خلال كثرة عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات.
وتأبط الحوثيون شرا، نيابة عن إيران فدمروا وحدة اليمن وافقروا اليمنيين،وزادوا معاناته ، وسؤال يراودني.. متى سيعود اليمن موحدا وسعيدا؟
نهج سياسة فرق تسد.. والمستغيد الأوحد من كل ذلك، هم الصهاينة وأذنابهم من اهل اليمين المتطرف في أوروبا وغيرها.
من المعلوم ان إيران دولة غنية بالنفط والغاز، ولكن عوائد تلك الخيرات ، تذهب إلى سباق التسلح المجنون، كما يستفيد من تلك العوائد فئة محدودة،هم الملالي وأهل العمائم وصناع الدهاء والشبهات، و بعض الاحزاب والميلشيات في عالمنا العربي والإسلامي .
وفيما يعيش الشعب الإيراني ، حياة الفقر والقهر والذل، تنفق إيران عشرات المليارات سنويا، لنشر دعوة وفتنة التشيع، ونشر الفتن والإضطرابات في معظم دول العالم الإسلامي وخاصة تلك الدول ذات الاغلبية السنية على وجه الخصوص، كما في باكستان وافغانستان وماليزيا وإندونيسيا وغيرها.
واقع الفقر الذي يعيشه الشعب الإيراني،وارتفاع الأسعار ، وسوء الإدارة الحكومية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وارتفاع التضخُّم الذي وصل إلى نحو 40%، وعجز في الميزانية وصل إلى نحو 21 مليار دولار، ومقتل الفتاة مهسا اميني، هي مسببات في ظاهر الأمر لإندلاع شرارة الاحتجاجات الشعبية ، التي اندلعت في إيران مؤخرا، والتي امتدت إلى اغلب المدن والبلدات، تنادي بسقوط الدكتاتور، والتي أسفرت عن مقتل اكثر من 450 شخصا تقريبا .
ولكن كل ذلك ليس السبب الرئيسي لموجة الاحتجاج الشعبي الحالي في إيران،وهنا استحضر ذلك النداء الذي اطلقته إبنة شقيقة الرئيس الإيراني، والذي تدعو فيه الغرب للمزيد من المقاطعة لإيران،فهل ابنة شقيقة الرئيس الإيراني تعيش واقع الفقر؟
يقال.. أن الذي يملك المال، حتما سيجد كل رخيص… وغالي،وما اكثر فقراء العقول والقلوب.
اعتقد جازما ان السبب الرئيسي، لإثارة تلك الإحتجاجات هو دهاء اللوبي الصهيوني العالمي ، الذي اجج غضب أوروبا تجاه السلوك الإيراني ، إذ أبدى لهم.. انهم يأمرونها فلا تستجيب، وينهونها فلا تنتهي؛
تمدد إيران إلى بعض دول الجوار، كالعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها ، إضافة إلى برامجها النووي، وتفوقها في الصناعات الدفاعية، ومنها على وجه الخصوص الطائرات المسيرة.
كل ذلك آثار غضب اللوبي الصهيوني وبعض صناع السياسة في أوروبا على وجه الخصوص، فتعرضت إيران إلى عقوبات اقتصادية، من بينها حضر بيع النفط كرافد اقتصادي مهم، تسبب في شلل للاقتصاد الكلي.
في عرف بعض صناع السياسة الغربية، القائمة جلها على المصالح،أن الذي لا يتبعهم ، ولا يوافقهم بما يأمرون او يتوافق معهم بما يريدون ، ليس منهم ولن يسلم من شرهم ومكائدهم .
ومن واقع اعرافهم، ان لكل بداية نهاية، ولا أعني بذلك نهاية إيران، ولكني أعني نهاية حقبة، لم يعد الغرب.. فيها بحاجة إلى الدور الذي تتبناه إيران، كمنهج لتحقيق بقية الاهداف،وليس هذا فحسب، بل لان الرأس الإيراني كبر واينع وحان قطافه.
وايضا.. لأن هناك أفكارا أخرى قد آتت أكلها، كفكرة الثورات المضادة لبعض الانظمة العربية، وفكرة وجود داعش وغيرها من التنظيمات، التي احرقت الأخضر والناشف ،وأثارة الشبهات والشكوك، وأخرجت بعض الضعاف من اهل الإسلام عن إسلامه، وخاصة في أوروبا !
ومن ذلك أيضا واقع التطبيع العربي والإسلامي الذي يسير بشكل يسير مع دولة الكيان الصهيوني المحتل.
والأهم من ذلك كله واقع الجهل والجوع الذي اصبحت تعيشه اغلب دول العالم، والعربية منها بشكل خاص.
مما أكد لي ولغيري بما لا يدع مجالا لأدنى ذرة من الشك، أن الجاهل الفقير، على استعداد لأن يحرق الدنيا بكل ما فيها، من اجل الحصول على رغيف خبز او شربة ماء، أو ربما تذكرة سفر وفرصة عمل في بعض دول أوروبا.
مع ان ذلك الجاهل لو فكر للحظات، فسيتبين له بأنه قادر على الصبر عند الفتن، وقادر على ان يجعل من المحن منح، وأن يجعل من البلايا عطايا… لو فكرنا!
لا تستغربوا.. حين ينادي بعض الأعراب.. الموت لامريكا،، الموت لإسرائيل، النصر للاسلام، وفي واقع الأمر هم او هو من يقدم على قتل شقيقه او صديقه وابن دينه ودمه وعروبته وبلاده.
وعلى الواقع والجانب الآخر تنعم أمريكا بالرفاه، وتتمدد إسرائيل لتحقيق حلمها الكبير.
قبل الختام .. إشارة وسؤال لكل لبيب.. اين اختفى الردح الإعلامي لحسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني، عن واقع تطبيع بعض العلاقات مع إسرائيل، الذي تم من خلال الموافقة على التوقيع على إتفاقية ترسيم الحدود مؤخرا مع لبنان ؟
ولا يقولن قائل… بأن لبنان وقع اتفاقية مع أمريكا!
لأن الواقع الحقيقي أن أمريكا كانت كعهدها وسيط حريص على ربيبها الصهيوني المدلل.
أو لا يقولن قائل ان ترسيم الحدود، ليس تطبيع!
لأنه في واقع الأمر اعتراف ضمني بحدود دولة محتلة، أعطيت كل حقوق غيرها، بما فيها تلك النسبة من أرباح الطاقة من حقول ” قانا اللبناني”.
ولعلي هنا اقول لإيران ولكل احزابها وميليشاتها..وأذنابها .، لهم ولغيرهم..” أجاك يا بلوط من يبلطك او يعرفك”.
واخيرا… لكل اتباع إيران في عالمنا العربي والإسلامي بالذات ،اتركوا مال كسرى،وهبات فرعون وفتات قارون، وعودوا لرشدكم و لاوطانكم، قبل أن يدرككم مغيب الشمس ، فإنكم لن تجدوا مكانا تدفنون فيه،غير ذرات ترابها.
وإن أبيتم…. فسارعوا بالبحث عن حضن جديد يرعاكم ويمدكم بالمال وكل ما تشتهون،واحذروا شرك وشباك بني صهيون.
واختم بالقول.. لِكُلِ داءٍ دواءٌ ،،، يُستطبُّ به الا الحَماقةَ أَعيَتْ مَن يداويها.
كاتب وباحث أردني.