الكابوس الاخير … / يونس الطيطي

الكابوس الاخير …

مواطنين الاردنيين اثناء نومه انه يسكن في بيت وحوله زوجته واطفاله وقد وفر لهم كل احياجاتهم من غذاء ودواء ومبلس وتعليم ورفاهيه …ولكنه رأي في الحلم أن سقف البيت قد هوي على رؤوس اطفاله وقتلهم وهو وزوجته لم يستطيعوا فعل شيئ لهم فاستيقظ من نومه مرعوباً، وهرع في الصباح الى احد العرافيين ليفسر له الحلم…
فقال له العراف: ان موت الاطفال في الحلم هو دلالة على انك سوف تتخلص من همومك في هذه الدنيا …
لم يقتنع المواطن بهذا العراف وذهب الى عراف آخر وقص عليه حلمه فقال له العراف الثاني لا بد انك قد نمت وقد اثقلت في الطعام وما رأيته في الحلم ما هو الا كابوسا وفي كل الاحوال هذا يتطلب منك العناية في اطفالك والحرص على مستقبلهم اكثر من اي وقت مضى…
خرج المواطن من عند العراف وهو حائر اي العرافين يصدق وقرر ان يذهب لعراف اكثر خبرة وعلم وسأل المعارف والاصدقاء فوصفوا له شخصا مشهودا له بالمعرفة وتفسير الاحلام بدقه.
لم يخب خبرا وذهب المواطن الى ذلك الشخص وجلس امامه ليحكي له حكايته..وبعد ان سمع العراف الحلم قال له هذا ليس حلما يصعب تفسيره..فهو رسالة واضحه تنبهك الى مستقبل اسرتك وتحذرك مما بنتظرهم من ويلات…
فقال له المواطن وضح لي اكثر فرد عليه العراف الاخير ان الحلم يقول لك ان لا مستقبل لاولادك في هذا البيت وسيكون سبب هلاكهم…
فنجل المواطن عنيه وقد بدا عليه الاقتناع بكلام العراف وعاد الى بيته يفكر ماذا يفعل وكيف ينجو باسرته من الهلاك في هذا البيت المشؤوم…
وقرر ان يغير بيته ويذهب الى بيت اخر فباع بيته بخسارة لينجو ولم يستطع شراء بيت فاضطر للإستئجار واصبح يسكن بالايجار بعد ان كان يملك بيتا…وفي ليله اخرى رأى في أثناء نومه أنه في بيت بلا اسوار وكلاب الحراسه تنهش اطفاله والامن لا يستطيعون حمايته …فعاد للعراف الذي فسر له حلمه وجعله يبيع بيته وقص عليه حلمه الثاني فقال له العراف لا ادري ماذا اقول لك ولكن لا بد من ان اخبرك الحقيقه انت ستقضي عمرك معثرا ومشرداً مطاردا ينهشك من وثقت به وفي اي بيت تسكنه في وطنك لأن هناك من يترصد بك ولن يجعلك تهنئ بعيشك بعد ان سلمته امرك وتركته يرسم مصيرك وانت تكتفي بإلاستسلام للكوابيس في الليل ومطاردة اوهام الامن في النهار ….
لا اظن انك ستنام مطمئنا في يوم وانت بهذا الحال اراك تفرط في مستقبل ابنائك وتتركهم للكلاب تنهشهم وتستبيح خيراتهم …قد عشت عمرك في غفلة وسبات طويل فإما ان تفيق وترد الكلاب عن بيتك واسرتك واما الى الحجيم الذي أعد لك وانت غارق في وهم الأمن والأمان…
ما زال هذا المواطن كالمضروب على راسه من كابوسه الاخير ولا ندري هل يعمل بنصيحة العراف ام يمضي الى جحيمه…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى