أسد على المعلم

أسد على المعلم
مصطفى وهبي التل

بداية نهنئ دولة بشر الخصاونة على الإنجاز الأهم: ثقة مجلس النيام.
ربما من المناسب أن نذكر دولته برئيس سابق حطم الرقم القياسي وحصل على ثقة 111 نائب لكن بعد (كم) يوم من ثقة مجلس النيام (طار)!
الفجوة يا دولتك بين الشارع وبين مجلس النيام كبيرة وصدقني أن غالبية الشعب تفضل أن تشاهد مباراة معادة للدوري الأردني على القناة الرياضية بدل من مشاهدة مسرحية الثقة على نفس القناة.
المحزن أنه بينما كانت مسرحية جلسات الثقة تجري داخل المجلس، كان الأقرب إلى الشعب والأقرب إلى تمثيل الشعب يتم اعتقاله خارج المجلس.
أي مستقبل ينتظر دولة تعتبر حكومتها المعلم العدو الأول؟
كيف نحلم، اذا في عصر الحريات تنتشر المدرعات لقمع المعلم؟
في الأردن وحتى (نربي) المربي، حاصرنا عمان وخنقناها وأغلقنا شوارعها.
في زمن (الأمن الناعم)، لم يفرق بسطار العسكري بين معلم أو معلمة.
قم للمعلم؟
للعلم، هذا المعلم الذي جندنا كل أجهزة الدولة لمحاربته لم يفرض خاوات ولم يقتل ولم ينشر الفوضى والرعب.
وبالتأكيد هذا المعلم الراقد في السجن لم يسرق الملايين من خيرات البلد ولم ينشر الفساد بين العباد.
نعرف دولتك أن الفساد الكبير خارج نطاق التغطية ولا طاقة لك، او لغيرك، عليه.
لكن تصور!
تصور معي دولتك لو أن الإمكانيات التي وضعت لمحاربة المعلم وضعت لاعادة هيبة الدولة والقانون ولضبط شارع استرسل في الفوضى ولاعادة الأمن والامان بالشكل الصحيح وليس فقط من خلال تصريحات وشعارات فارغة
دولتك، ضحية هتك العرض الذي حصل في الزرقاء لم يكن الفتى صالح وإنما هي دولتنا التي تم هتك عرضها هي ومقولة بلد الامن والامان.
الفتى صالح ليس ضحية الزعران بقدر ما هو ضحية دولة قررت أن تحارب المعلم لسنوات وتركت امن البلد ومصلحة وخير الشعب في مهب الريح.
صالح والاردن ضحايا دولة تعامل المعلم بالبسطار وتترك الفوضى تعم بحجة (الامن الناعم).
لسنوات، ومن خلال حكومات متعاقبة، حاربنا المعلم، وكل من يطالب بحقوق الشعب، وتركنا الفاسد والازعر (يصولان ويجولان).
صدقني دولتك، لولا انتشار فيديو صالح لانضم لقائمة طويلة جداً جداً من ضحايا انفلات الشارع الاردني المنسيين. لكن شاء القدر ان ينتشر الفيديو لتعيش الجهات الامنية صحوة ضمير مؤقتة (طبعاً بعد جاءت الموافقة من فوق لأنه حتى الضمير في الاردن يحتاج إيعاز).
المخيف يا دولتك انه حال انتهاء القضية سيعود الوضع في الشارع الاردني إلى ما عليه من فوضى وزعران وخاوات ورعب طالما ان جهود الحكومات والجهات الامنية وجهناها لمحاربة المعلم ومحاربة كرامة الشعب الاردني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى