يا شاعرَ الشَّعبِ.. صارَ الشّعبُ.. مزرعةً

يا شاعرَ الشَّعبِ.. صارَ الشّعبُ.. مزرعةً

عمر عياصرة

عنوان المقالة، بيت من قصيدة شعرية نظمها الشاعر حيدر محمود عام 1989، عنوانها “نشيد الصعاليك”، استحضرتها في ظل الجدل الجاري اليوم حول اعتراضات حيدر محمود القاسية على رئيس الوزراء هاني الملقي بسبب تسريحه لولده من موقع مستشار في رئاسة الوزراء.
حيدر محمود شاعر اردني كبير، قدم للبلد حروفا من ذهب، فهو ليس بالنكرة، ويكفيه اننا حفظنا عنه ( لعيونك كل امانينا يا وطنا مزروعا فينا )، وله من القصائد ما تكفي لتغفر له بعض زلاته، لكن هذا لا يمنع من القول اننا صدمنا يا حيدر بما جرى وقيل، فتراشقك مع الملقي لم يكن بسبب ذاك الوطن المزروع فينا، بل نزلتم لدرك المصالح الشخصية في توقيت وطني عصيب.
ما الذي يجري، ماذا اصابنا، فحين تعلق العطايا نشتم الوطن، أهي ثقافة اردنية دخيلة ام اصيلة، ام هي تثاقف قبيح بين النخب بشتى انواعها تصل بنا الى حد لي ذراع البلد والدولة في لحظاتها العصيبة.
من الذي اشاع فينا، ان الولاء سلعة تباع وتشترى، من الذي قام واسس وعمّق مفاهيم تقول ان المنصب في اي موقع هو محاصصة، وجائزة على المواقف والنكايات.
لم نكن في السابق على ما نحن عليه، كانت النخب مختلفة مهيوبة تؤثر في الجماهير، تتراشق في الشأن العام ولا تنزلق لحظة الى فقه المزرعة والعطايا ولغة الاسفاف والتهديد بالتشهير والفضيحة.
الشاعر الكبير حيدر محمود لم تتنكر له الدولة، فقد تبوأ موقع وزير الثقافة، ونال من الحظوة الكثير الكثير، فهل تستحق البلد ان هي اصابت او اخطأت بحق احد ابنائك ان تلومها وتهدد ووتوعد تحت عناوين “نقل البندقية وإلا”.
احد ختيارية قريتنا، كان دائما يتناول هذه الظاهرة عند النخب الاردنية ويقول: يعاملون البلد مثل رغيف خبز الشعير، مأكول مذموم ومتروك مذموم، وفي المحصلة الدولة مسؤولة عن تغييب شخصايتها الوطنية الحقيقية، فهل تستفيق؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحقيقة هي أننا حفظنا تلك الأغاني لكثرة ما كانت تبثها الإذاعة والتلفزيون ، ولم يكن متاحًا لنا غيرهما …

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى