ورقة الروزنامة / موسى العدوان

ورقة الروزنامة

قليلا ما أتابع التوارخ والمواقيت على الروزنامة الورقية رغم أنها معلّقة على الحائط في منزلي، والسبب أن بديلها موجود على الجوال بكل تفاصيله. ولكن قبل أيام وبالصدفة امتدت يدي إلى الروزنامة لتنزع ورقة الأحد، المؤرخة في 30 صفر و 19 تشرين ثاني، فقلبتها على الوجه الآخر وقرأت ما هو مكتوب عليها فكان كما يلي :

تحليل سياسي

المحلل السياسي هو الذي يقول لك ما سيحدث غدا. وغدا يقول لك لماذا لم يحدث ما قاله لك الأمس ! يملاؤون الفضائيات والصحافة بعد وصفهم بالخبراء !! ولا أحد يحاسبهم على تحليلهم الفاشل غالبا !! يقول المثل الشعبي : ” إن جاز الكلام جاز، وإن ما جاز كله كلام في كلام “.

وكذلك ” المفتون ” الذين لا يعجزون عن أي فتوى أو سؤال . . والفتوى عندهم على الهواء وعلى المولينكس ” !! نفسي ومُنى عيني أن أسمع أحد المحللين أو المفتين يقول ولو لمرة واحدة : لا أعرف !!

الإمام مالك بن أنس أجاب عن ستة مسائل من أصل ست وثلاثين !! وقال : لا أعرف. وعمر بن الخطاب الملهم كان إذا سئل عن مسألة يجمع لها سبعين صحابيا من أهل بدر !! لو كان هؤلاء وأولئك يحاسبون على تحليلهم وفتاواهم، كان لا حللوا ولا حرموا !!

* * *
التعليق : أعجبني هذا الكلام الذي يحاكي الحقيقة فيما يتعلق بمحللي السياسة والحروب. وأعجب بشكل خاص من محللي الحروب وقدرتهم على التحليل، في ظل غياب المعلومات الاستخبارية عن طبيعة الأرض، ومنظومة التسليح والتكنولوجيا المستخدمة، وتوزيع القطعات على الأرض، ومهارة القادة في فن الحرب، والروح المعنوية لدى الضباط والجنود في كلا الطرفين، لكي يبنوا تحليلاتهم الدقيقة. أغلب الظن أن المحللين السياسيين والعسكريين، يدلون بتحليلاتهم تنجيما أو ضربا بالودع. ولهذا تكون في معظمها فاشلة وبعيدة عن الواقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى