هويتها دفاعها … / د . فدوى احمد العلاونة

هويتها دفاعها …
عهد سرى في دمها ، و ايمان وقع في قلبها ، و حق لازم وجدانها ، عانقها الاصرار و قبلتها الشجاعة وودعتها الطفولة الوديعة و اللهو في الحارة القريبة ، تبكيها الدفاتر و الاقلام و المرتبة الوردية التي آنست ان تؤويها في ليلة ظلماء جاء فجرها حزينا و طلعت من بعدها الشمس منقوصة اللمعان ، فبعض من خيوطها الذهبية غدا خلف القضبان.
مكشوفة الذراعين ، منزوعة الدمى ، تصرخ في وجه ذاك الكائن ممسوخ الهوية ، منزوع الرحمة و الوجدان ، تدفعه، تشد ثيابه و كذلك تصفعه، تدافع حينا عن بيتها و اخر عن ارضها و ثالثا عن جارها و رابعا عن اخيها ، ذلك الصبي مكسور الذراع ، صحيح الاهل في الاعمام و الاخوال ، يزجون براسه الى صخرة ألين من حقدهم ، فتزج من بين شفتيها اسنانا تقتلع بها عنه رجسهم، لا تثنيها بنادقهم و لا خوذاتهم او حتى قنابلهم لتصيح باعلى صوت ” هذه ارضي” .
ترا ما حال مقلتيها الزرقاوين و ذراعيها و حتى قدميها الطاهرتين؟ هل اضناهن الالم ام ما زالت دموعها تسري لتطهر جراحها، لعلي اراها تحدق الى السماء ، تستقي منها سحبا من الصبر و غيثا من النصر .
عهدٌ من القوة انت و عهد منا ان ننهل من فيضك شجاعة و صمودا و تضحية

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى