هل هناك اشتراطات لدمشق علينا؟
يتحدث البعض عن ضغط روسي على الاردن كي يقوم بتسليم قوات تتبع الجيش السوري الحر، وتقيم منشآتها العسكرية على الحدود معنا ،وتعلن فرط تشكيلاتها، قبل اي حوار سياسي بين النظام في دمشق والعاصمة عمان.
انا مع مقاومة الاردن لهذه الخطوة ومع رفضها، فالتفصيلات هذه، والسلاح والجيش الحر، كلها عناوين يجب ان تبحث في اطار تسوية شاملة تلي مرحلة مناطق خفض التوتر.
ليس من مصلحتنا فهم خفض التوتر على طريقة الروس والاسد، التي يريدونها حالة تشطيبات لانتصاراتهم دون جهد سياسي او عسكري.
ما يجب ان يفهمه الروس ان تحويل نحو 3500 عسكري من الجيش السوري الحر، إلى «عاطلين من العمل» وبدعم أردني وضغط روسي يمكن ان يخدم أجندات الإرهاب ويربك الأمن الوطني الأردني ويؤدي لمجازفات ومغامرات.
كما انه ليس من الاخلاقيات ان نتخلى بهذه الفجاجة عن قوى كانت قريبة منا، وتم توظيفها طوال الازمة السورية في حماية مقارباتنا تجاه الملف السوري.
صحيح ان الازمة انتهت، وهناك موازين قوى جديدة وانسحابات لدول فاعلة في الملف، لكن ايضا هناك اخراج اخلاقي للنهايات، يجب الدفاع عنه من اجل صورتنا وامننا على حد سواء.
ادرك اننا نعاني في التنسيق مع الروس على حدودنا الشمالية، فأهدافهم ليست متطابقة مع ما نريد، وثقافتهم في الشراكات مختلفة عما اعتدناه مع الاميركان، لكننا يجب ان نتماسك ونفكر بمنطق امننا الوطني.
