هل تفاجأت الدولة بموت «حل الدولتين» /عمر عياصرة

هل تفاجأت الدولة بموت «حل الدولتين»

كانت الصدمة مضاعفة حين تناقلت الأخبار موقف الرئيس الأميركي الذي يعلن فيه نهاية خيار حل الدولتين وأنه لا بد من البحث عن استراتيجيات أخرى، مع العلم أن هذا الموقف جاء أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
موقف الدولة الأردنية الرسمي غير واضح، فهو إما أنه كان يعلم بتوجهات «ترامب– نتنياهو» نحو تجاوز حل الدولتين، أو أنه مصدوم من خيبة الأمل لا سيما أننا فردنا عضلاتنا بعد زيارة الملك لواشنطن أكثر مما ينبغي.
الأهم من كوننا «مصدومين أو كنا نعلم» هو بكيفية مواجهتنا هذا التحول الذي أصاب الموقف الأميركي والإسرائيلي، وعلينا أن نتخلص قبل ذلك من رهاناتنا على الدولة الأمنية العميقة في إسرائيل، بل علينا الاعتراف أن اليمين المسيطر في إسرائيل مع وجود ترامب قد يقدم على خطوات مجنونة تمس الأردن وهويته وتعمل على تصفية القضية الفلسطينية على حسابه.
علينا بناء موقف جديد، يراعي تعقيدات التحديات التي تواجهنا، لكن قبل ذلك هناك سؤال هام عن قدرة الفريق الذي يعالج هذه المسألة في الدولة على التصرف بحنكة وحكمة ومرونة ووطنية.
اللافت جدا أن طبقة الإدارة الأردنية المعنية بملف الخارجية اليوم تخلو من مثقف سياسي واحد أو خبير إسرائيليات حقيقي يستطيع كسر الإطار وفهم التحولات وهذا الأمر للأسف قد يدفع للغرق في «التخمين»، وتلك طبعا إشكالية أخرى عتيقة ومكابرة ومتأخرة.
قدرنا أن تأتي التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية مكثفة ومجتمعة في آن واحد، لكننا -نحن الأردنيين- لن نقبل مهما كانت الصعاب بالمساس بهويتنا ووجودنا، وهنا أقول للقوى السياسية الوطنية أن عليها أن تنتبه وتراقب وتشاغب لفرملة أي تنازلات تفكر بها طبقة الحكم في عمان.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى