هدية متأخرة / يوسف غيشان

هدية متأخرة
تقول الحكاية ، بأنّ فتاتين تقابلتا بعد الموت ، فسألت واحدة منهما الأخرى كيف ماتت فقالت :
– أنا في الواقع تجمّدت حتى الموت … في البداية شعرت بالبرد
و بالألم والخوف … ثم انتهى كلّ شيء … لكن كيف متّ أنت ؟؟
قالت الثانية ، بعد نظرة أسف وأنين :
– أنا كنت أشك في مدى إخلاص زوجي ، وكنت اعتقد أنّ له علاقة مع فتاة أخرى تأتيه إلى البيت بعد خروجي للعمل ، كما ادّعى الجيران .
أمس تظاهرت بالذهاب إلى العمل لكنّي عدت بعد ساعة ، فوجدت سيارة على باب البيت ، فدخلت ، ووجدت زوجي مرتبكا ، فقمت بتفتيش البيت وهو ينظر إليّ بحزن ، لكنّي لم أجد أيّ أثر للمرأة الأخرى… شعرت بالانهزام ، وبأنني عرّضت زوجي ونفسي لوضع محرج … فقفزت من الشباك وانتحرت ، لأني لم استطع أن أواجه زوجي بعدما فعلت فعلتي .
فصرخت الفتاة الأولى في وجهها قائلة :
– أيتها الحمقاء … لو أنّك فتشت داخل الفريزر ، لكنت أنا وأنت ننعم بالحياة حتى الآن .
هذه الحكاية هدية متأخّرة لحركتي حماس وفتح ، حتى لا تقع الحركتان في الخطأ ذاته ، إذ رغم الخيانات ، يمكن الاستمرار بالعيش لحين تحسّن الظروف على الأقلّ .
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى