” هاتوا كمان !!” / د . محمد شواقفة

” هاتوا كمان !!”

في بلد ما و في مكان ما … ضاقت بالحكومة السبل في استفزاز الشعب الطيب … فلا ظلم يقهرهم و لا أذى ينال منهم … اجتمعت الحكومة و جمعت دهاة مستشاريها لايجاد طريقة للنيل من عزيمة هؤلاء الصابرين الحامدين الشاكرين … لم يتبق ضريبة لم يفرضوها و لم تعد هناك أي حيلة لسلب مدخراتهم لم يجربوها …. و في ساعة أنس و صفو تمخض أحد القطط السمان الذين يتنفعون من الحكومة عن فكرة قد تجعل افراد الشعب يختلفون فيما بينهم …و تسود الفوضى و لكن الحكومة ستراقب و عندما ينتهي العرض الهزلي تتدخل الحكومة و تنهي النزاعات بقرار جديد ينقذ ماء وجهها … فتارة تخفض الضريبة على الالماس و تعفي سيارات التسلا من الجمارك … طلبت الحكومة من كل أسرة يزيد دخلها عن 200 دينار التبرع طوعا بثلاث بيضات و يتم ايداعهن في اي فرع من فروع بنك البيض الوطني قبل نهاية الشهر … و اي اسرة يزيد دخلها عن 400 دينار بالتبرع بخمس بيضات و اي اسرة يتجاوز دخلها الشهري عن 600 دينار بعشر بيضات و فعلا تم ذلك و تجمعت ملايين البيضات في البنك الذي شارف على الافلاس .
اجتمع رهط من مناضلي الشاشات و صحفيي الغفلة ليسجلوا احتجاجهم على عدم عدالة التقسيم … لماذا لم تفرض اي ضريبة على من يقل دخلهم عن 200 دينار و لو بمقدار بيضة واحدة. و بين شد و جذب و حوارات ساخنة تكرمت الحكومة باحالة ملف البيض لمجلس النواب للخروج بصيغة عادلة و توصيات مشرفة و قررت اعادة البيض لحين اتخاذ القرار… و استجاب الشعب دونما تردد و راح كل واحد يبحث عن بيضاته .. التي تبرع بها !!! … و اشتبك الناس بعضهم ببعض كل يبحث عن ضالته و صار هناك تعد على الحقوق و انتشرت سطوة العشيرة و راح القوي يختار ما يناسبه فاحدهم يستكبر البيضة و آخر يستحسن الشكل او اللون … او يبحث عما يتمناه و راح الضعيف يندب حظه و يقبل بما بقي له من بيض و لو كان صغيرا او حتى بدون صفار !!! … و الحكومة تضحك حتى بانت نواجذها … فهي اطمأنت ان الناس لم تعد تحب بعضها البعض و نشأ بينهم الحقد و الحسد و كله بسبب البيض !!!
و كان القرار الحاسم … كل الشعب سواسية .. كل واحد عليه ان يجلب عشر بيضات … و من لا يستطيع … عليه ان يحاول جاهدا أن يبيض !!!

“دبوس عالضرايب ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى