نختلف في السياسة…ونتفق ونتكاتف امنيا / م . عبدالكريم ابو زنيمه

نختلف في السياسة…ونتفق ونتكاتف امنيا
من الطبيعي أن نختلف في السياسة…ولكننا جميعا نتفق ونتكاتف أمنياً أياً كان مرتكب جريمة البقعة فرداً كان أم مجموعة أو تنظيماً ومهما كانت دوافعها فأنها جريمة إرهابية وحشية دونية ، فشهداء هذه الجريمة هم رجال أمن سهروا لكي ينام الأردنيون وكل من يعيش على تراب هذا الوطن الطهور بأمن وأمان ،فهؤلاء الشهداء هم ضحية الإرهاب حتى لو كان العمل فرديا ولأي سبب كان ، وليس مفهوما أن تسارع الحكومة لوصف الجريمة بالعمل الفردي ! فالإرهاب هو الإرهاب أيا كان منفذه فرداً كان أم جماعة ! ولكن عندما تكون الجريمة بحق الأجهزة الأمنية فهذا أمر مقصود به المساس بهيبة وكرامة وأمن الدولة ، إضافة لذلك نحن في الأردن لسنا بمنأى عن الإرهابيين وجرائمهم الإرهابية ،فهذا الأمر يجب أن نفهمه جيدا ولا نرهبه ، فهم يحيطون بنا من كل جانب والأردن على قائمة أهدافهم منذ زمن بعيد !!!
الدستور الأردني كفل لنا الحريات العامة ، فالمنابر ووسائل الإعلام مفتوحة للجميع للتعبير عن أرائهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية ، البعض (أفراد أو أحزاب ) لا يتفق مع التوجهات والسياسات الحكومية في المجالات المختلفة وهذه ظاهرة صحية على الحكومة أن تعززها وتنميها وتحرص على الاستفادة منها ما أمكن ، وان تهيئ لها الظروف والوسائل للتعبير عن أرائها وفكرها السياسي ومهما بلغت درجة نقدها ،فالمعارض أو المعارضة هي حالة وطنية تحرص على المصالح الوطنية العليا للوطن وحرصهم على الوطن ليس بأقل من حرص من يتواجدون في موقع المسؤولية ، فالصوت الجريء الصادق الناقد للنهج والسياسات يجب تعزيزه وتحفيزه لأن هذا دلالة تحضر هذه الدولة وعلى ديمقراطيتها الصادقة ،فكلنا سواء كنا موالاة للسياسات الحكومية ام معارضة لها ؛ فنحن كلنا جميعا أبناء تراب هذا الوطن الطاهر نحرص على أمنه واستقراره وعزته وكبريائه ومنعته ومن شيمنا الوفاء والتضحية والانتماء بنفس الدرجة.
من الطبيعي أن نجد في كل دولة من دول العالم وأينما وجدت حكومة يكون لها معارضه ،لكن حين يتعرض الوطن لأي تهديد خارجي حينئذٍ تتلاشى كل مظاهر الاختلاف وتنصهر المشاعر في بوتقة واحدة وهي …( الوطن للجميع ).
ونحن في الأردن لم نبلغ درجة التهديد من أي أحد ولكن علينا ألّا نغمض أعيننا بأننا لسنا مستهدفين ! فالواجب يحتم على كل مواطن أن يكون رجل امن في بيته وحارته ومكان تواجده ، علينا أن نتواصل مع الأجهزة الأمنية في كل ما يثير الشبهة حولنا ،علينا أن ندقق بأبسط الأشياء غير المألوفة ونبلغ عنها المعنيين دون تردد لكي ننام بأمن وأمان … لكي يذهب أطفالنا إلى مدارسهم لتلقي العلم والمعرفة والإبداع ونحن مطمئنون عليهم لا أن ينجرفوا إلى هاوية الجهل والتخلف والتوحش !
رحم الله شهداء الواجب الذين اختطفتهم يد الغدر والإرهاب في مخيم البقعة في صباح أول يوم من شهر رمضان الفضيل، شهر الرحمة والتقرب إلى المولى عز وجل، رحم الله كل شهداء الوطن والواجب الذين ضحوا بأرواحهم لنعيش نحن وننعم بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار ، وأقل ما يمكن أن نقدمه لأرواحهم الطاهرة ألّا نتوانى عن الإبلاغ عن أي أمر يثير الريبة والشك للأجهزة الأمنية لنقتص من كل من تسول له نفسه المس بأمن هذا الوطن الآمن العزيز في ظل قائد الوطن والأسرة الهاشمية التي هي صمام أمان هذا الوطن حين ينوي بعض الحاقدين إثارة الفتن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى