نواب الــ playback / مسيد المومني

نواب الــ playback
في أحد اللقاءات التلفزيونية مع مطربة مشهورة، وجه لها المذيع سؤالا حول تصنيفها كملكة الغناء بنظام الـ(playback)، وبعد أن استندت واستقامت في جلستها ورسمت ابتسامة التفرد العريضة بزهو، وافقته وعززت إجابتها بغنج مصطنع رغم ما تخفيه طريقة الغناء بالــ(playback) من نشاز صوتها على المسرح، ومن خلال فيديو كليب لعرض ممجوج مستهلك يقلل من قيمة الجمهور المستمع والمشاهد بما ضمن لها حصولها على لقب (ملكة)!
اعتدادها بنشاز صوتها واستبداله بمقطع مسجل لا يكلفها إلا بذل مجهود جسدي، ووجه جميل تجذب من خلاله جمهور بشرائحه الواسعة، شبيه جدا بما يبذله نوابنا تحت قبة البرلمان من جذب انتباهنا باستنكار ورفض أن تطال الزيادة على أية سلعة جيب (99%) من المواطنين، وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة، باقتراح فرض ضرائب على السمك –كمثال– باعتباره صنف من الكماليات، ودراسة فرض دينار(فقط) على الهواتف الخلوية كونها أيضا لا تخص هاتين الفئتين اللتين كان لهما الفضل الكبير لإيصالهم لـ(مسرح القبة) والتي من تحتها انطلقت العروض لتشليح المواطن ورقة التين الأخيرة الساترة لعورة فقره ورفع الدعم عن رغيف خبز يأكله أفراد الطبقة الكادحة جافا، ما أتاح لقرارات وزارية ناشزة رغم علو موسيقى الاعتراضات النيابية الصورية تحقيق تصفيق (حاد) من الجمهور مشيدا بجهودهم وتغييبه عن مصدر الصوت الحقيقي، أوَ هذا ما كان النواب يرجونه بعد أداء حقق نسبة متابعة عالية، ليس بسبب استحسان الشعب للفقرات المعروضة، بل من الوعي إلى أن مصدر صوت المضي في تطبيق القرارات يسبق تحريك شفاه النواب بادعاء الرفض.
علا صوت نشازكم حتى طغى على شعاراتكم التي لا تسمن ولا تغني من الجوع.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى