نعم لرحيل الحكومة / عمر عياصرة

نعم لرحيل الحكومة

بمجرد مطالبة احدهم برحيل الحكومة، يظهر سؤال، ما الفارق بينها وبين الحكومة القادمة المفترضة، تغيير في الاسماء والوجوه، وبقاء للنهج واستمرار لذات السياسات.
كل ذلك صحيح بشكل نسبي، مع الاعتراف ان شخص رئيس الوزراء وانتماءه لمدرسة «الاستقلالية» يؤثر في بعض الاحيان بحجم ولايته العامة المسلوبة اردنيا منذ زمن ليس باليسير.
انا شخصيا لا اطالب برحيل الحكومة من الباب السياسي، ليس موضوعي اليوم، فعندي ادراك عميق بأننا نعيش ازمة سياسية داخلية تحتاج الى ما هو اكثر من تقليب الحكومات وتغيير الوجوه.
لكن هناك منطق آخر في مطالبتي برحيل الحكومة، يقوم على ابعاد نفسية اجتماعية، لمستها تتعمق عند الاردنيين بشكل كبير وواضح.
ببساطة، ليس من العدل ان نواصل مشاهدة من استهدفوا جيوبنا وافقرونا يجلسون في الدوار الرابع حكاما علينا، مستهترين بصيحات آلامنا المدوية.
هناك قطيعة نفسية حقيقية تبلورت بين الاردنيين وحكومتهم، خذ مثلا، العلاقة مع وزير المالية ورؤيته على شاشات التلفاز يتحدث بغرور عن اي موضوع كان، هنا نشعر بلغة «الجلّوة»، وضرورة رحيل الفريق الحكومي ورئيسه عن وجوهنا.
في احدى تصريحاته يقول وزير المالية: «الأمور الأخرى مثل التداعيات الاجتماعية والاستقرار والأمن والشعور مع الناس، مسائل ليست في نطاق اختصاصي»، وهنا يجب أن تدرك المرجعيات كم نعاني ونحن نرى هؤلاء على كراسيهم يواصلون العمل بلغة المحاسبين القاسية البعيدة عن الرأفة.
من هذا المنطلق، ارى ان رحيل الحكومة بات امرا مسببا ووجيها ومنطقيا، بل اراها خطوة استباقية معقولة لأي تداعيات محتملة، فقد طفح كيلنا من استهتار حكومة الملقي بقوت عيالنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى