من لوح الخشب الى السبورة الذكية

من لوح الخشب الى السبورة الذكية
ا.د. عبدالله عزام الجراح \ استاذ المناهج والتدريس بجامعة مؤتة

يتذكر معظم الناس ايام دراستهم في المدارس بكل شغف وشوق وحنين، يتذكرون أسماء معلميهم وزملاء الدراسة، ويتذكرون الطبشورة ولوح الخشب الذي وقفنا جميعا امامه نخط الحروف والكلمات، لنعود الى بيوتنا فرحين فخورين نزف إلى أهلنا الأخبار السارة اننا كتبنا على اللوح. كانت الطبشورة ولوح الخشب من متطلبات التعليم الرئيسة التي لا يمكن تخيل مدرسة من دونهما.
ولا ينسى الناس كيف كانوا يمشون عشرات الكيلومترات ليصلوا الى اقرب مدرسة، وكم كانوا محظوظين ليجدوا مدرسة إعدادية أو ثانوية ليكملوا دراستهم فيها، ويتذكر الناس المدارس المبنية من الطين، والغرف الصفية المزدحمة بالطلبة.
يتذكر الناس المدارس دوام الفترتين، الفترة الصباحية والمسائية.
يتذكر الناس بعض معلميهم ممن كان مؤهلهم العلمي( المترك) الصف التاسع حاليا فقط، ويتذكر الناس المعلمين المصريين الذين كانوا يعملون في المدارس الأردنية.
يتذكر الناس اسماء المدارس في اربد والسلط والكرك ومعان، ويتذكرون اسماء مديري تلك المدارس، لا بل واسماء الطلبة الذين درسوا بها، فقد كان عددها بعدد اصابع اليد.
يتذكر الناس سماع اسماء من نجحوا في الثانوية العامة في الإذاعة الأردنية، ونشر اسمائهم في الصحف المحلية اليومية، ويتذكر الناس تجليد الكتاب المدرسي الذي ينبغي تسليمه لإدارة المدرسة عند نهاية العام الدراسي، لان طالبا جديدا سيستخدمه في العام الدراسي القادم.
يتذكر الناس كيف ان عددا ممن نجحوا في الثانوية العامة لم يتمكنوا من انهاء دراستهم الجامعية وكيف انهم ورغم كفاءتهم لم يحققوا احلامهم ، وكيف ان بعضهم اضطر ان يترك اهله ووطنه ليكمل دراسته الجامعية في مكان ما من هذا العالم.
اليوم يزيد عدد المدارس في الأردن عن 7434 مدرسة تتوزع في مختلف المدن والأحياء والقرى والأرياف الأردنية، ويبلغ عدد الطلبة أكثر من 2114719 ويزيد عدد المعلمين عن 1336000 معلما ومعلمة، ويبلغ عدد الجامعات 27 جامعة، ويزيد عدد طلبة الجامعات عن 342104 ألف طالب وطالبة.
اختفى لوح الخشب من مدارسنا واستبدل به السبورة الذكية، وسطع نجم التعليم ، وأصبح متاحا لجميع ابناء الأردن وضيوفه ولاجئيه، وأصبحت الجامعات الأردنية تنافس الجامعات العالمية ويؤمها الطلبة من كل أرجاء العالم. وأصبح المعلم الأردني من أفضل المعلمين على مستوى العالم.
هذا هو الأردن والأردنيون، وهذا ما حققه الأردنيون في مئة عام على الرغم من شح الإمكانات وضعف الموارد وكثرة التحديات ، حققوا ما لم يحققه الكثيرون من حولهم.
حفظ الله الأردن وحفظ شعبه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى