اتركوا الشعب بموت لحالو
ما بين الفينة والفينة يطل علينا خبر بتحصل وزير على معلولية مرضية بمعدل 51% تضاف الى قيمة راتبه التقاعدي بسبب ما تعرض له من الالم وتعب اثناء تواجده في وظيفته التي ربما لم يتجاوز عمرها ثلاثة اشهر او اكثر.
في ذات الوقت يطل علينا عسكري خدم على السياج الحدودي سنوات تحت الشمس وتحت البرد لعشرين سنة او اكثر ويخرج يعاني اولا من الفقر ومن راتب تقاعدي قليل اضافة الى انحناء في الظهر ووجع في المفاصل وضغط ومن المحتمل ان يكون قد داهمه السكري ناهيكم عن احتراق جبهته بشمس الوطن.
ومثله تماما موظف غليان يخرج بعد عشرين عاما وبنفس الامراض تقريبا ويمكن اضافة مرض البواصير لها والنتيجة تكون معلولية تضاف الى الراتب التقاعدي بنسبة ربما لا تتجاوز 35%
يبدو والعلم عن الله ان امر المعلولية وكيفية احتساب نسبتها لا يعلمه الا الله والراسخون في التعليل من وزراء ولجان طبية مختصة .وعلى ما يبدو ان المعلولية في بلدنا تحتسب وفق تسعيرة المحروقات ولا حد فاهم شيء لا الذي حسب ولا الذي احتسب له ..فالرقم جاهز حسب ما ياتي ولا يتحددحسب الجسيم.
في حقيقة الامر ان الشعب برمته اصبح معلولا .نتيجة تسلط الحكومات عليه ونتيجة انقلاب نوابه عليه . فهو مصاب بخيبة الامل من النواب وبانفصام من الحكومة.. اضافة الى وجع في المفاصل نتيجة كثر الترحال للبحث عن وظيفة وحالة من الشرود الذهني نتيجة التفكير بمستقبل الاولاد التي ادت الى ارتفاع الضغط في الدم مع ارتفاع نسبة السكر والكلسترول والاملاح الذي سيؤدي حتما الى الجلطة.
ناهيكم عن اصابته بانزلاق الفقرات والدسك في الرقبة وفي فقرات العمود الفقري حتى اصبح يمشي مثل البطة العرجاء ..واذا ما انتبهنا فان هناك تورم حقيقي تحت العينين ربما يؤشر الى بداية الاصابة بالفشل الكلوي او الى السرطان او اضعف الحالات الشلل.
المواطن الاردني اصبح يمثل حالة مجتمعه من الامراض لا يمكن ان تتوافق مع بعضها البعض الا عنده .. فلا شيء منتظم في حياته لا النوم منتظم ولا الصحو كذلك الطعام بات يشكل عنده مزيدا من عسر الهظم الذي اصبح يؤدي الى الاصابة بالقرحة والباصور اذا ما اضفنا الى ذلك تساقط الاسنان مبكرا .مما يعني ان المواطن الاردني من فوق خربان ومن تحت خربان.
وبعد كل ذلك الوزير المرفه ياخذ المعلولية بينما المواطن الذي هو العسكري والموظف والعاطل عن العمل .. الذي يتعب لسنوات ليتقاضى في نهاية الامر راتبا لا يمكن ان يصل الى نسبة معلولية صاحب المعالي لا ياخذ غير الهم والغم.
في بلادنا حكومات تعيش برفاهية مطلقه بينما الشعب معلول من اوله لاخره… حكومات لا تنفك ان تزيد من معلولية الشعب بينما الوزراء ياخذون نسبة عالية من المعلولية على القحة او الرشحة ..او الحسد من العين يا خزاة العين.
في بلادنا يموت المواطن بحثا عن العلاج وعن ثمن العلاج بينما اصحاب السعادة والمعالي كل ابواب العالم مفتوحة لهم للعلاج وطبعا على حساب المعلولين اصلا والمتعبون.. القابضون على كل الامهم واوجاعهم وفقرهم .
عتبنا كثيرا وثارت ثائرتنا حين قال احد النواب عن مريض السرطان ميت ميت .. لكنه في قوله ما كان ينطق عن الهوى هو تكلم عن المرضى بينما قال نصف الحقيقة فالحكومات واذرعها في المجلسين نواب واعيان ..يعتبرون ان الشعب ميت ميت ولسان حالهم يقول .انا ومن بعدي الطوفان .. وشعارهم اتركوا الشعب بموت لحالو..
