ملاحظات على احتفالات الاستقلال / عمر عياصرة

ملاحظات على احتفالات الاستقلال
وجود الامير الحسن بن طلال في حفل الاستقلال الذي رعاه الملك، اعطى قيمة مضافة مقصودة ومستهدفة يراد منها اظهار التماسك الذي تعيشه العائلة المالكة والمجتمع من ورائهم.
الاردنيون احتفلوا هذه المرة بالاستقلال على طريقتهم الخاصة دون الحاجة الى توجيه الحكام الاداريين، مبتعدين عن «فلسفة النفاق» التي كانت تسيطر سابقا على فعاليات الحفاوة بالمناسبات الوطنية.
تصرف الناس عفوي، واعلامهم التي وضعوها على السيارات كانت تلقائية، فلا بهرجة، ولا زعبرات كانت تتخذ من الاحتفال في الاستقلال وسيلة «للصراع السلمي الداخلي».
على العكس من ذلك تماما، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور «شهداء ضحايا الارهاب»، وهذه دلالة على احساس الناس بدقة الظرف وعمق التحديات والحاجة للوقوف مع الوطن.
انا شخصيا، شعرت بقيمة الاستقلال وضرورة الحفاوة به، فشعورنا بحجم التحديات التي تعيشها البلد، يحتم علينا تأجيل خلافاتنا واظهار حالة من التمسك بالمؤسسات غير مسبوقة في التصاقها وتماهيها.
كنت اتمنى في حفل الديوان الملكي الذي رعاه الملك، ان لا يغيب تكريم الشهداء عن بالهم، وان تصبح فقرة ثابتة لا تتغير، لا بل كنت اتمنى ان يتم تكريم جندي على الحدود، لم ينم طويلا، ولم يلق اسرته منذ امد ليس باليسير.
حضرت سميرة توفيق بمنطق فترة الملك حسين التي تذكرنا بقدرة الاردنيين على عبور المفاصل الحاسمة، وحضر مبدعون شباب، كما حضرت البساطة والقلق في لغة فريدة من نوعها.
ما يمكن قراءته في ترتيبات حفل الاستقلال ان مجسات الدولة «القصر»، تشعر بثقل التحديات التي نقف امامها اليوم، وتحاول ان تظهر في لعبة الصور انها متماسكة والجميع معها، وما احوج الاردن ان نقف كلنا الى جانبه، وان يكون بوصلتنا الوحيدة «اليوم على الاقل».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى