مدينة الخيال
على مر العصور, دأبت شعوب العالم على تسمية مدنها وعواصمها بأسماء أخرى غير الاسماء الرسمية التي عرفت بها تلك المدن. فكانت الاسماء تصف الطابع للعام للمدن والعواصم او تصف رمزية هذه المدن بالنسبة لسكانها ولباقي العالم, او نسبة الى جغرافيتها و أجوائها وتضاريسها الطبيعية, او نشاطها الاقتصادي, او شكلها الجغرافي.
فعلى سبيل المثال سميت العاصمة البريطانية لندن ‘مدينة الضباب’,
وسميت العاصمة الفرنسية باريس ‘مدينة الحب’,
والعاصمة الرومانية بوخارست ‘باريس الصغيرة’,
ومدينة فلورنسا الايطالية ‘مدينة الزنابق’,
ومدينة نيو اورليانز الامريكية ‘السهل الكبير’,
وسميت العاصمة النرويجية اوسلو ‘مدينة النمور’,
والعاصمة الصينية بكين ‘المدينة المحرمة’,
والعاصمة التشيكية براغ ‘مدينةالمئة برج’,
و سميت مدينة سدني الاسترالية ‘مدينة المرفأ’,
ومدينة سنغافورة -العاصمة السنغافورية- ‘مدينة الأسد’,
ومدينة ميلان الايطالية ‘عاصمة الموضة’,
كما سميت العاصمة السويسرية جينيڤ ‘مدينة السلام’,
والعاصمة الاسبانية مدريد ‘عاصمة النور’,
ومدينة لوس أنجلوس الامريكية ‘مدينة الملائكة’.
عربيا, عرفت عمان (القديمة الآن) بمدينة الجبال السبعة, وعرفت القاهرة (او ‘مصر’ المدينة كما يطلق عليها المصريون) ب ‘أم الدنيا’, و دمشق ب ‘الفيحاء’, كما عرفت الخرطوم ب’العاصمة المثلثة’… وخلينا بالمهم لأن القائمة طويلة.
منذ ان أطل علينا دولة الدكتور هاني الملقي وفريقه الوزاري بخطتهم لانشاء ‘مدينة عمان’ جديدة و أنا عاكف على البحث عن اسم مناسب لهذه المدينة وعلى تقليب الفكرة برأسي: كيف لحكومات عاجزة عن اكمال ‘خلقة مشروع باص’ منذ عقد من الزمان ان تنشئ مدينة متكاملة يلزمها ‘منجم مصاري’ وحكومات جادة على العمل والبناء (نترك الفساد على جنب لأنه هذا بحد ذاته قصة ثانية) خلال خمسين سنة؟! لذلك وبعد جهد جهيد واكثر من اسبوعين من البحث والتمحيص وتقليب الفكرة من هون لهون, لم أجد اسما مناسبا لهذه المدينة أكثر من “مدينة الخيال”.
