مخبز العروبة!

مقال الخميس 24-5-2018
النص الأصلي
مخبز العروبة!
توقف باص البث الفضائي في أحد الشوارع الهامة ،نزل المصورون وفنيو الإضاءة والصوت، المذيع كان يحمل ورقة يحفظ منها المقدّمة إلى ان يتم الاتصال به مباشرة من المكتب الرئيس للقناة، تجول المراسل في المخبز أجرى مقابلات سريعة دون تسجيل، تعرف على الحاضرين ،عدّل على النصّ من جديد..ثم وقف في مدخل المخبز وخلفه العمال وهم يرتبون الخبز العربي ويضعونه على الميزان..جاءته الإشارة من عاصمة “عربستان” للنقل المباشر..وتلّقى في سمّاعة الأذن هذه الكلمات: بعد لحظات سوف يكون معك جمال على الهواء مباشرة..جاهز؟..جاهز!…3..2..1..كيو.
المراسل التلفزيوني: بسم الله الرحمن الرحيم ،أهلاً بكم في العاصمة الأردنية عمّان، قلب العروبة، عاصمة السلام،والوفاق والاتفاق ، نرحب بكل مشاهدينا لننقل لكم هذا الجو الرمضاني الاستثنائي في عاصمة المحبّة عاصمة الأخوة والوحدة العربية “عمّان”..أخي جمال نستطيع أن نقول أن هذا المخبز الذي نقف ببابه ،بحق هو نموذج حي للوحدة العربية..اذا ما عرفنا أن مالك هذا المخبز هو من بلاد الرافدين من العراق الشقيق..نتعرف عليك:
صاحب المخبز: جاسم عبد الكريم..
المذيع: كم سنة صار لك بعمان..
صاحب المخبز: من 91 يعني شقد؟؟ تقريباً 27 سنة..
المذيع: كف شفت عمان؟
صاحب المخبز: ما في أحلى من عمان.

المذيع: ننتقل الى أحد العاملين وهو من أرض الكنانة ،من مصر الشقيقة ، نتعرف عليك..
العامل وهو مشغول بترتيب الخبز: محمد برعي حنفي اسماعيل.
المذيع: كم سنة صار لك بالأردن..
العامل: ييجي خمسطعشر سنة..
المذيع: مبسوط
العامل: الحمد لله..
المذيع: يعطيك العافية..
العامل:الله يعافيك يا فندم..

المذيع..ومن ارض الكنانة الى رائحة الفيحاء ، الى أطباق الشام وحلويات الشام..ومعانا معلم الحلويات في مخبز العروبة..
المذيع: نتعرف عليك..
معلم الحلويات: شادي بقلاوة..
المذيع: قديش صار لك تشتغل بالمخبز هون..
معلم الحلويات وهو يرتب في الباكيت عشّ الهنا وبقلاوة وصرة بنت الملك: من 2011..
المذيع: مبسوط..
معلم الحلويات: ايه الحمد لله..
المذيع: يعطيك العافية..

ومن الشام الى اليمن السعيد حيث التقينا بالصدفة بأحد زبائن المخبز نتعرف عليك..
الزبون: عيدروس جعفر
المذيع: شو سبب زيارتك لعمان..
الزبون: عِلا(ق) وسياحة..
المذيع: مبسوط بعمان..
الزبون: الحمد لله “القو” هنا “قميل” وكل “حاقة” حلوة..

ألم أقل لكم أن هذا المخبز هو نموذج حي للعروبة الحقيقية وللوحدة العربية ..هنا يتدخّل “البرديوسر” ..وين “الأردني”؟ بدنا مقابلة مع أردني!!..

المذيع: لحظة…هسع بطلع له…هيّو (بشحد) بره المخبز!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. تعرف يا أبو عبدالله. …اليوم قبل قراءة مقالك . . صفنت بالأردن وقلت معقول احنا الشعب بعدنا ساكتين….وتذكرت الشاعر المبدع أحمد مطر عندما قال قبل حوالي ثلاثين سنة (……….. ) ماذا عساه يقول اليوم

  2. القدير الاستاذ احمد حسن الزعبي كلام معبر جدا.. كما يقال:(انه ضحك كالبكاء)كانت الحكومات سابقا اشد حرصا عل مصلحة الوطن والمواطن.هذا حال لا يصح ان يستمر الحكومه افقرت الناس وعذبتهم بالضرائب .من وراء هذه العبقريات الضريبيه كأن من وراء هذه الموجات من اجبار الشعب على هذا الابتزاز يقصد به الحاق اقصى ضرر ممكن بالبلاد والعباد والشعب راضي….بعدين متى سيقى الاردن لاهله فقط لقد انهك الشعب .والاقتصاد في اسوأ حالاته من هو صاحب العبقريه الاقتصاديه في هذا البلد….

  3. حقيقة وضع مزري ولكنه حقيقة رضينا أم أبينا. ولكن وجهة نظري السبب هو الاثنان أصحاب رؤوس الأموال ويمتلكون هذه المخابز بالإضافة إلى العامل الأردني. فلا الأول يريد أن يزيد رواتب الأردنيين ويتشبث بالحد الأدنى للأجور والذي هو حقيقة قليل جداً ولا العامل الأردني يقبل بهذا الراتب حتى يحصل على وظيفة أفضل فهو يفضل المكوث في بيته يأخذ مصروفه من والديه عن أن يحصل على هذا الراتب.
    يجب أن يتنازل الطرفان حتى يصلوا إلى نقطة التقاطع ليسعد الجميع وإلا فما خفي أعظم.
    كما إنني اقول ان الحكومة تتحمل جزء من المسؤولية بأن تمنع غير الأردني للعمل في مثل هذه المهنة لتعتبر وسيلة ضغط على أصحاب المخابز لزيادة الرواتب حتى تستطيع ان تؤدي أعمالها على أكمل وجه.
    كما إنني اقترح على حكومتنا الرشيدة أن تزيد من كمية الطحين المدعوم عن كل عامل أردني يعمل في هذا المجال وهذه تعتبر وسيلة تشجيع لكل صاحب مخبز بأن يزيد من الأيدي العاملة الأردنية لديهم.
    حمى الله الأردن.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى