سر النجم الصاعد في فيلق القدس..

سواليف – بعد انتخابات مجلس الشورى في إيران، وانتخابات مجلس الخبراء فبراير الماضي، حصل جناح رفسنجاني – روحاني على جميع مقاعد طهران العاصمة في مجلس الشورى وعلى مجمل مقاعد مجلس الخبراء الستة عشر، باستثناء واحد محافظ متشدد ومقرب من المرشد الأعلى – وهو أحمد جنتي.

وفجأة، حاز صاحب الأقلية في مجلس الخبراء – جنتي – على أصوات كافية لكي يصبح عضواً في مجلس الخبراء، ومن ثم رئيساً له.

“سحر” علي أصغر!

بعد أن تواردت المعلومات أن جنتي أخفق في أن ينتخب عضواً في مجلس الخبراء، جلس رجل اسمه علي أصغر حجازي، وهو مستشار ومسؤول في مكتب خامنئي، جلس مع رفسنجاني واتفقا على انسحاب شخص باسم “سجادي” كان في المرتبة الثالثة عشر، وهذا أمن صعود أحمد جنتي من المرتبة السابعة عشر إلى المرتبة السادسة عشر وأصبح آخر شخص من الفائزين عن العاصمة طهران.
وسرعان ما انتخب رئيساً لذات المجلس.

لا يبدو علي أصغر حجازي، الرجل القوي في حاشية المرشد الإيراني، ذائع الصيت في الأوساط المتابعة للشأن الإيراني خارج البلاد، بينما هو رجل الظل القوي في دوائر الحكم في ايران.

إنه عملياً، القائم بأعمال مدير مكتب المرشد الأعلى، وإن كانت بعض المنشورات تُعرف عنه، بأنه المستشار الأمني الخاص للمرشد، وهو من أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في طهران، ويعمل في الظل لإبرام الصفقات السياسية لصالح المرشد، وصاحب تأثير كبير على المرشد في آن.

ولكن ما لا يعرفه كثيرون، أن علي أصغر حجازي، هو حلقة الاتصال الرئيسة بين المرشد الأعلى خامنئي والقيادة السياسية من جهة، وفيلق القدس المصنف على قائمة الإرهاب، من جهة أخرى.

الابن سر أبيه ..!

المفاجأة الجديدة، أن أحد أبناء علي أصغر حجازي، يحظى بدور سري ورئيس في آن، في عمليات فيلق القدس الإقليمية، رغم صغر سنه، ومبعث ذلك على ما يبدو، سهولة تنقله لتنفيذ العمليات والتنسيق لها في الإقليم المحيط بإيران، بسبب سرية نشاطه وعدم معرفة الناس به خارج إيران.

الابن إذاً في الـ29 من العمر، واسمه “محمد حسن” حجازي، وهو من القيادات الميدانية لفيلق القدس التابع لـ”الحرس الثوري”.

والوحدة التي يعمل فيها، وفق مصادر مختصة في الشأن الإيراني، هي وحدة استخبارية تعنى بإعداد الترتيبات العملياتية في ميادين نشاطات “فيلق القدس” خارج إيران. وطالت بلداناً أوروبية وفي جنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط.

مهارات حجازي الابن!

ويبدو أن الابن، الذي تربى في أوساط النخبة الثرية في طهران، اعتاد المعيشة الفاخرة. يؤثر السيارات الفارهة، والطعام الفاخر، وإن لم يُذع سيطه علناً، أو في مواقع التواصل، إلا أنه معروف في محيطه في طهران على أنه “آغا-زاده”. و”محمد حسن”، ليس خجولاً، بل يبدو أن علاقاته مع قادة الدولة، من خلال والده صاحب النفوذ، ساعدته في أن يحظى بمهارات على إقناع من يقابله، أنه رجل قادر على إنجاز ما يوكل إليه.

ولكن الأهم، أن نشأته كابن النخبة السياسية، ومكانة والده السياسية، جعلت له على ما يبدو، مكانة فريدة في فيلق القدس. إذ ورغم صغر سنه، لا يبدو غريباً على أروقة السياسة والنفوذ في طهران.

هذه العلاقات والنفوذ، تجعله متفوقاً على أقرانه في عمله السري لصالح فيلق القدس، ويؤمن له طريقاً معبداً نحو القيادة والنفوذ.

فيما همس بعض العارفين به وبعائلته، أن دوراً حساسا وسرياً كالذي أوكل إلى “محمد حسن”، يحمل أخطاراً أيضا، وهو ابن الشخصية الأكثر نفوذا في محيط المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، خاصة إن تمكنت منه الدول التي يعمل على أرضها في مهمات سرية لصالح قاسم سليماني وفيلقه.

و”يختبئ” محمد حسن، عند سفره، كثير من الأحيان، خلف وثائق بأسماء مستعارة، وفق ما سرب خبراء إيرانيون في فيلق القدس.

ولا أحد يجزم بشأن كيف ستؤثر نشاطات “محمد حسن” ابن السيد علي أصغر حجازي، الرجل القوي في مكتب المرشد الأعلى، على محاولات إيران تقديم نفسها على أنها دولة، لا تمارس نشاطات غير قانونية في أوروبا وجنوب شرقي آسيا.

ويذهب متابعون آخرون من داخل طهران، إلى الترجيح، أن يكون لحجازي (الابن) “مستقبل باهر” في قيادة فيلق القدس، إن بقي على نشاطه، وإن بقي والده في وظيفته – يهمس بالقرب من أذن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى