تهريب نسخة نادرة من التوراة ؟!

سواليف _ كلّما جرت إثارة مسألة تهريب الآثار في المنطقة العربية، غالباً ما يجري الالتفات إلى ما هو أثري ويعود غالباً إلى ما قبل الميلاد. لكن، ليست تلك الآثار سوى رأس جبل الجليد البارز، فكثيرة هي القرائن التاريخية التي تعود إلى فترات زمنية أقرب وتطالها يد التهريب دون أن يلتفت إلى ذلك كثيرون، بل لعل تهريبها يجري بوتيرة أعلى باعتبار أنها أسهل في النقل.
أوّل أمس، كشفت السلطات التونسية عن إحباط عملية تهريب لتوراة نادرة تعود إلى القرن الخامس عشر ميلادي. ما يميّز هذه النسخة أنها مكتوبة باليد باللغة العبرية القديمة، في شكل لفيفة مصنوعة من جلد ثور على عادة الكتب التوراتية القديمة. كان مسؤول في وزارة الداخلية التونسية قد كشف أوّل أمس عن احتجاز النسخة التوراتية، مقدّماً بعض التفاصيل حولها، إذ يبلغ طول اللفيفة 37 متراً وعرضها 47 سنتيمتراً، وتتضمّن الأسفار الخمسة للتوراة كاملة (سفر التكوين وسفر الخروج وسفر اللاويين وسفر العدد وسفر التثنية)، كما أشار أن تقريراً لخبراء “معهد التراث” في تونس قد اعتبر المخطوطة نادرة فقد كُتبت بخط وحبر لا يستعملان إلا في كتابة النصوص ذات المضامين المقدّسة لدى اليهود.

أما بخصوص الجهة المهرّبة، فلم تجر الإشارة سوى إلى أن القطعة الأثرية جرى احتجازها في إحدى مدن الوسط التونسي، دون ذكر ارتباطات المهرّبين بجهات أجنبية، وماذا كان سيكون مصير التوراة ومقرّها الأخير لو نجحت عملية التهريب. كما لم تجر الإشارة إلى المصدر الأصلي لهذه التوراة، أو إن كانت ضمن ملكية خاصة أم جرت سرقتها من متحف؟

العربي الجديد

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى