ماذا ما بقي من ادوار للأسرة..؟؟ / د . حسين محادين

خاص – سواليف
ماذا ما بقي من ادوار للأسرة ..؟؟

* الزواج كمؤسسة تنظيمية وتنشئة أولى للأبناء في المجتمع؛ هو علاقة جنسية شرعية بين رجل وامرأة مُقرة اجتماعيا ؛ وتهدف إلى الإنجاب للحفاظ على النوع البشري وتزويد المجتمع الأكبر بالمورد البشري المؤهل والمنشأ وفقا لثقافة المجتمع للحفاظ على ديمومته ؛ وتتصف العلاقة الشرعية بين الزوجين كما يُفترض بالاستمرارية ولا تنتهي الا في حالة وفاة احد الزوجين أوحدوث الطلاق كأبغض الحلال إلى الله.
*بناء على ما سبق وبتشخيص علمي ؛ فإن الكثير الأدوار غير الجنسية الاساسية للأسرة لم تعُد قائمة كما يجب جراء طبيعة واتجاه التغيرات المتسارعة التي يُمر بها المجتمع الأردني منذ تسعينيات القرن الماضي تحديدا ؛أي بُعيد سيادة القطب الغربي/العولمي الواحد وأخذ الأردن باقتصاد السوق المفتوح ومضامين الخصخصة المعولمة وبالتالي ازداد وبشكل متسارع إضعاف ادوار الأسرة التاريخية عبرما يأتي :-
– انتشار القيم الفردية في مجتمع نامِ كانت قيم الجماعة فيه هي الأساس التاريخي له إنسانيا وتنمويا وتجلى هذا التأثير الصارخ كجزء من العالم . فقد اخذ التعليم النظامي من الأسرة هذا الدور الأساس في تنشئة الأولاد من الجنسين ؛ مثلما أخذت الدولة.
– ضعف العلاقات الأولية/القرابية والمناطقية بالمعنى الجغرافي بين الأفراد والجماعات والتي لطالما ميزت حياة الاردنين قبل تسعينيات القرن الماضي لاسيما في البادية والأرياف تاريخيا.
– انحسار معاني التكافل بين أعضاء الأسرة الواحدة وبوضوح في المدن بين الأبناء الجنسين ترجمة للقيم الفردية وانتشار مفهوم “الأنا” وكمؤشر على تفككك الإحساس الجماعي بالنجاحات او الخلاص الفردي من التحديات التي تواجه أي من أفراد الأسرة .
– استئثار التكنولوجيا عموما/ أدوات التواصل الاجتماعي وبتحديد أدق” ثقافة الصورة” في توفير و تشكيل الكثير من المعارف والعلاقات الجنسية والمصالحية عند الأبناء الشباب بعيدا عن ثقافة الآباء؛ وبالتالي تحديد السمات الفردية لكل منهم والتي يجب أن تتلاءم ضمنا مع ثقافة وأخلاق السوق المفتوح على المنافسة للحصول على العمل او الفرص المتاحة في هذا السوق الذي غدا بلا قلب او أخلاق مقابل زيادة الربح وبغض النظر شرعية الوسيلة المستخدمة في الحصول على أي من تلك الفرص النادرة في العمل في ظل ارتفاع نسب البطالة.
وبناء على ما سبق ؛ بدأنا نلمس الكثير من التراجعات في مكانة وادوار الزواج وتكوين الأسرة الأردنية ممثلة في ما يلي :-
1- ارتفاع نسب الطلاق في السنتين الأوليتين من زواج الشباب .
2- تأخر سن الزواج لدى الشباب لعوامل متعددة منها تكوين الذات ، اتمام الدراسة ،التفكير في الهجرة ..الخ .
3- ازدياد أعداد الأطفال مجهولي النسب ليس في المدن الكبيرة فحسب ؛بل وصلت الى القرى او المناطق الأكثر محافظة كما كانت توصف .
4- ظهور أنواع من العلاقات الموازية للزواج الشرعي مثل الزواج العرفي؛ المعايشة بين اثنين؛ المسيار ..الخ.
5- ارتفاع أعداد الجرائم المزعومة بداعي “الشرف”.
أخيرا ؛ يبدو انه وبحكم العلاقات العابرة والسريعة بحكم تأثيرات الحداثة وما بعدها بين الإنسان والسلع الخدمية والأمكنة أيضا؛ فأن الحياة جعلت من الإنسان (بدوي معاصر) من حيث سرعة التنقل وضعف علاقته ووفائه للكثير من الثوابت الأسرية السابقة فقد أصبحت علاقته – وبتشخيص علمي صادم ربما- عابرة أيضا مع أسرته وبصورة اقل ضعفا مع زوجته ؛لكن من الواضح لابد من إطلاق السؤال الواخز؛هل أصبحت مفاهيمنا عن الزواج والأسرة عاجزة عن تفسير ما الذي يجري في حياتنا ؛وهل نحن مقبلون على إعادة النظر وعيا وعلما في بنية /ادوار ومستقبل المؤسسة الأولى للمجتمع وهي الأسرة حيث لم يبقى من أدوارها سوى الدور الجنسي الشرعي للزوجين غالبا .. اجتهاد مفتوح على الحوار..؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى