ماتَ الأسد … عاشَ الأسد / هبة إميل العكشة

ماتَ الأسد … عاشَ الأسد

“أسد حديقة الرصيفة بالأردن في ذمة الله . . الأسد الوحيد بالعالم اللي كان يوكل ترمس(عدة وجوه ضاحكة)”, هكذا عنونت إحدى صفحات الفيسبوك صورة أسد القرية العالمية للحيوان (حديقة الرصيفة)النافق.
الموضوع أثار ضجة كبيرة بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي, فهناك من وجد أن الموضوع “فكاهي” لأن الأسد كان يأكل الترمس!! وهناك من وجد أن الموضوع يدعو إلى الحزن نظراً للظروف السيئة التي كان يعيش فيها الأسد.
في البداية شعرت بالأسف عند سماعي خبر وفاة الأسد المسكين الذي عاش حياته في قفص, لكن بعد أن قرأت تعليقات الناس الذين زاروا الحديقة وشهاداتهم على الأوضاع السيئة التي كان يعيش فيها الأسد,قلت في قرارة نفسي أنه ارتاح من تلك الحياة. فمَلكُ الغابة -على ما يبدو-كان يقضي معظم وقته نائماً, وبرأيي يوجد تفسيرين لهذه الحالة: إما أن الأسد مريض, أو أنه يهرب من الواقع ويحلم بالغابة التي ينتمي إليها والتي كان يُزلزل بزئيره أرجائها.وقال آخرون أن الأسد كان يُعامَل بسوءٍ من قِبَل بعض الزوّارالذين يقذفونَه بالحجارة ويُنهِكونه بالصّراخ.وعزا بعض الأشخاص سبب الوفاة إلى سوء التغذية ووصفَ بعضهم أسد الرصيفة بأنه الأسد “النباتي” الوحيد على وجه الكرة الأرضية.
في اليوم التالي اكتشفنا أن الخبر كان مجرّد إشاعة, والصورة التي شاهدناها أُخذِت للأسد و هو نائم, كما صرّح أحد الإداريين الذي يعمل في الحديقة لوكالة “سرايا الإخبارية”, و أضاف أنه مُتفاجىء من الضجّة الكبيرة التي حدثت بسبب إشاعة وفاة الأسد، مشيراً إلى أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجّة حتى وإن مات !

يقول غاندي”بوسعنا أن نحكم على عظمة أي أمة ومدى تقدّمها الأخلاقي إذا نظرنا إلى الطريقة التي تعامل بها حيواناتها”. وأمتنا يا أعزائي تفنّنت في إذلال مواطنيها فما بالُكم بالحيوانات!!!
أقول للمسؤولين عن الحديقة اعتَبِروا هذا الأسد ضيفاً…أكرِموه.. أو أعيدوه إلى وطنه … إلى عرشه… وارحمُوا عَزيزَ قومٍ ذَلّ.

hebaakasheh07@gmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى