لم يستوصوا بنا خيراً يا رسول الله / عمر عياصرة

لم يستوصوا بنا خيراً يا رسول الله

«لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله»… بهذه العبارة القاسية، غرد احد المصريين الاقباط على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجا على العملية الارهابية الجبانة التي نالت من كنيستين للاقباط في مصر.
اقول لهذا الشاب ان تفجير الكنيستين مرفوض يدمي القلب، آلمنا بحجم ما آذى اقباط مصر، فالحقد والجهل الذي يضرب اماكن العبادة في مناسبات الاعياد لا يمكن ان توجه له رسالة اخلاقية بحجم «لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله».
قد يريد هؤلاء الارهابيون ان يستهدفوا النسيج الاجتماعي في بلادنا، وقد يجدون لهم في تفصيلاتنا الاجتماعية «حاملي مباخر»، لكن الرد والوعي والموقف الصحيح يكون بتفويت الفرصة عليهم ورد الكيد الى النحور.
انه الجنون الذي تعجز كل النظريات عن تفسيره، انه المرض العميق الذي يقف حياله الطب النفسي مترنحا عاجزا، فلا يعقل ان تدرك منظومة عاقلة كيف يفكر انتحاري بقتل اطفال ونساء ورجال ابرياء في دار عبادة ولحظة عيد.
اي انواع غسيل الدماغ مورست على هؤلاء، من الغاسل، وكيف تمت عملية الغسل، كم كان للظروف والشروط الاجتماعية والسياسية من دور في هذا كله.
اسئلة كبيرة، عميقة، اجاباتها مضطربة، تحتاج الى الكثير كيف نفهمها، فاليوم نعيش على اعتاب تشوهات في فهم النص وفهم الواقع وفي ادارة المشاعر وأنسنة اللحظة.
اقول للشاب القبطي ان الموت بهذه الطريقة لم يعد حكرا على المسيحيين، فقد مات منا المسلمون بهذا الاسلوب، وتحت هذه الدعاوي، مات الكثير الكثير، لذا تصلح صرخة «لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله» ان توجه لسادة القوم من عرب وعجم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى