لقينا الكيس الاسود / محمود الشمايلة

لقينا الكيس الاسود
عرفت ذلك بعد اتصال امي ولم تكن الساعة قد تجاوزت السادسة صباحا ، في البداية كنت قلقا وغاضبا من صوت الهاتف الذي افزعني ، ولكن اخبار الكيس الاسود كانت كفيله باطفاء سراج غضبي .

فرحة امي جعلتها تكثف اتصالاتها المبكرة لجميع افراد اسرتنا الممتدة عبر السفوح والجبال واعلامهم بخبر الكيس الاسود .
شقيقتي ام علي والتي تسكن في المزار لم تحتمل الصبر فقررت القدوم الى الثلاجة على الفور ، لذلك طلبت من ابنها علي ان يوصلها الى بيت جدته حتى لو اضطر الى تأجيل سفره الى عمان الى يوم الغد.

لم تكتفِ امي بهذا القدر من الفرح بل عملت على بث فرحتها في الحارة ، واستقبال المهنئين الذين وصلوا الى بيتها قبل شقيقتي ام علي …
وعندما وصلت الى البيت لمشاركة امي فرحتها كنت قد وجدت الكثير من الاحذية في الحوش ، هذه المرة لم يكن هناك اي حذاء بلاستيكي ولا حتى صباط .

هي احذية جلدية مختلفة الالوان والاشكال ، ليس هناك اي حذاء يشبه الاخر ،
جميع الاحذية غريبة عن بعضها ، متنافرة حتى في الوانها ، حتى في مقاساتها ، ربما متنافرة ايضا في تلك الارجل التي ترتديها .
افقد حماستي لبعض الوقت ، الوذ الى ديوان امي والقي بسلام بارد على نسوة الحي ،،
وافقد فضولي لمعرفة سر الكيس الاسود ، فما جدوى ان اعرف محتويات الكيس وجارتنا ام صالح ماتت قبل ان تطفئ نيران فضولها ، وما قيمة ذلك امام موت ام محمد وام اكرم وام عاكف وجدتي وخالتي رفعه وجميع النسوة اللواتي عاتبن امي على اخفاء السر عنهن .
احتسيت فنجان القهوة وغادرت البيت قبل ان اسأل امي عن الكيس الاسود ،،
هي قالت انها ستسلمه الى السلطات المحليه ليتدبروا امره.

مقالات ذات صلة

عرفت لاحقا ان الكيس الاسود الان امام الهيئة الاختيارية برئاسة المختار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى