افتتاح فعاليات المؤتمر الثقافي الأدبي

إربد- أحمد الخطيب – بتنظيم من مدرسة نور الحسين في إربد، انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر الثقافي الأدبي، تحت عنوان « المرأة الأردنية حاضرا وماضيا»، ويشارك في المؤتمر الذي رعى حفل افتتاحه د. علي المومني مدير التربية والتعليم لمنطقة إربد الأولى، ويستمر ليومين، نخبة من الأدباء والباحثين.
مديرة مدرسة نور الحسين غادة شتات ألقت في مستهل افتتاح الفعاليات كلمة جاء فيها لقد طرقت فتياتنا باب العلم والثقافة، باب العمل والاعتماد على الذات، فهي مربية وعالمة، قائدة ومدافعة عن الحقوق، سطرت تاريخا من الكبرياء والمجد، وأضافت في الحفل الذي أدارت فعالياته الطالبة لمى أحمد: لقد آن أوان وقف التدهور الاجتماعي الذي نعيشه، فالجاهلية الغربية التي تغزو مجتمعنا لا يوقفها إلا نساء طاهرات مؤمنات، فلنغرس في أبنائنا القيم الأصيلة المنبثقة من ديننا، ونصحح ما فسد من السلوك، وما هيمن من عادات وأطباع.
ومن جهته ذهب مدير تربية إربد الأولى د. المومني في كلمته لتشخيص واقع المرأة، وإنجازاتها وإسهاماتها، لافتا الى ان المرأة تشكل كل المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع كله، لأنها صانعة الأجيال، مشيرا في الحفل الذي حضره طالبات المدرسة وأعضاء هيئة التدريس ونخبة من مبدعي إربد إلى الاضطراب والهوس الذي يعيشه العالم، والذي رد أسبابه الى انحراف مسار الحرية عن الطريق السوي، معتبرا ان المرأة أصبحت لعبة سياسية، وخرجت عن دورها الأصلي، ولا بد لها ان تعود الى طبيعتها كمصدر للحنان.
فعالية اليوم الأول: سميحة خريس ترنيمة وطن
الروائية سميحة خريس ضيفة الشرف لحفل الافتتاح، عقد لها ندوة أدبية بعنوان « سميحة خريس ترنيمة وطن»، وقبل بدء الندوة التي شارك فيها كل من الروائي هاشم غرايبة والشاعر عبد الرحيم جداية، وأدار فعالياتها الباحث عبد المجيد جرادات، عرض فيلم من إعداد رؤى هاشم، تناول الفيلم السيرة الذاتية والإبداعية والأنشطة والندوات التي قامت بها الروائية خريس، إضافة إلى أنشطتها وفعاليات تكريمها محليا وعربيا.
الروائي هاشم غرايبة تحدث في الندوة عن تجربة خريس التي اختلط فيها العام بالخاص، لافتا الى ان الروايات الأولى كانت تمهيدا للطريق، فيما اعتبر ان أول عمل لسميحة شكل حالة حضور روائي مهم هو روايتها « شجرة الفهود» التي رصدت فيها تطور مدينة اربد.
وتابع غرايبة إذا أردنا ان ننظر للمرأة الأردنية، فأفضل دليل على ذلك هو قراءة روايات خريس لنتعرف على شخصية المرأة الأردنية.
واعتبر ان رصد المرأة الأردنية بأجمل حالاتها المدينية يكمن في رواية « الوراق الطوفان» التي ترصد تشكل المجتمع المدني الحاضن للريف والبادية، كما لفت الى إننا يمكن ان نتتبع هموم المرأة الأردنية من خلال عملين اعتمدت فيهما خريس البعد النفسي وهما « الصحن_ نحن»، أما في مجال حالة المرأة الحلمية الفنتازية فنجد ذلك في رواية» الخشخاش».
وعرج الروائي غرايبة لقصص خريس الذكية في التقاطاتها، ممثلا بذلك قصة « سميرة» والتي تلتقط فيها حالة الطفلة في بدايات مراهقتها، كما نوه إلى كتابها الجديد « على جناح الطير» الذي يجمع بين السيرة الذاتية والأمكنة»، وختم بالقول إن المرأة القوية ليست بدعة هذا ما تقوله روايات خريس.
ومن جهته قدم الشاعر عبد الرحيم جداية ورقة بعنوان:» تقنيات التجديد في رواية « نحن « للروائية خريس»، تناول فيها عتبة النص العنوان « نحن» التي تدلل على الجمعية في عالم التفكير بعيدا عن التعريف، كما تناول الزمن في الرواية الحيرة في تحديد الزمن، ثم ذهب لقراءة الرموز السيريالية، ومعاينة فوضى الطبيعة وغموض المكان.
وتابع الشاعر جداية بحثه في أبعاد الرواية، ليقف على دلالات الموت عند مربع « نحن « وتعدد الأجيال، ثم صراع «نحن» بين أجيال « نحن «، لافتا الى ان هذا الصراع ناتج عن حب التحرر عند « نحن» ورفض التعاطف، ربما بحثا عن الاستقلالية أو البحث عن الذات آو تحقيق ما يدور في رأس كل ضلع من أضلاع « نحن»، ثم تتبع مفاهيم « نحن» عند هذه الأضلاع الذي يختلف بين جيل وآخر.
وتطرق إلى نحن والآخر، لافتا الى السؤال المزلزل في الرواية: هل يقوم الآخر بمسؤولياته تجاه « نحن»، أم انه صاحب قسوة يتمتع بها ويعيشها كل على طريقته، لافتا الى ان خريس تطرح مفهوم الوحدة في غياب الآخر وفي حضوره.
وختم الشاعر جداية ورقته لافتا الى ان خريس خرجت من تقليدية الرواية العربية واستفادت من مزج الواقع بالخيال لتقدم غرائبية فلسفية جديدة مكانية لا تكف عن تجاوز نفسها لا في الأشكال ولا في المضامين حسب رأي الناقد نزيه أبو نضال.
فيما أوجزت الروائية خريس في مداخلتها التي أرجأت فيها الكثير لمعاينتها في سياق الحوار، حيث قالت عندما يتاح للكاتب الخروج عن إطار النخبة، ويجد نفسه أمام جيل جديد نشعر أننا أنجزنا شيئا وأن لكتابنا معنى وضرورة، وفي سياق أجوبتها على الحوار الذي أعقب الندوة: تداخلت الروائية خريس في أكثر من مفصل، منها: تأثر الرواية بالربيع العربي، والنماذج النسوية التي لم تقصدها لتشكيل ثنائية للرجل،كما تحدثت عن رواية شجرة الفهود التي تناولت جيلا كاملا من النساء عند قيام الدولة الأردنية، وختمت بان الرواية قد تداعب خيال الذي يقرأها، مشيرة الى أزمة العزوف عن القراءة، منوهة أنه لا يجوز لأحد ان يدعي ان الرواية غيرت وجه العالم ومكانة المرأة إلا على الحدود الضيقة.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى