” ما أقوى جبايرك” يا محمد/ عبد المجيد المجالي

” ما أقوى جبايرك” يا محمد..

في الكرك يقولون للشخص قوي العزيمة الوارث صبر أيوب والراسخ رسوخ الجبال ” ما أقوى جبايرك” وأظن أن هذه العبارة لا تليق بأحد أكثر من الفتى الجميل محمد المجالي الذي رفض العمل تحت سطوة السرطان بوظيفة “مريض” وأبى إلا أن يكون خصماً له يقابله القوة بمثلها ويتصدى لحربه النفسية بابتسامة أفقدت المرض تاريخه المترع بالنصر !

محمد المجالي ابن الـ 15 سنة و 15 حياة و 15 روح قاوم السرطان في البداية عبر الطريقة التقليدية متسلحاً بـ “شوية كيماوي” وحين اكتشف ان هذه الطريقة لم تنفعه حاله حال الذي خطفهم هذا الخبيث تنازل اليوم عن قدمه اليمنى _بملء إرادته وعن طيب خاطر منه _ وخرج من العملية بنفس الابتسامة الجميلة التي كان يغيظ فيها السرطان عندما كانت قدمه اليمنى بحوزته ، لا يهم.. المهم أنه خرج من غرفة العمليات وقد هَرَّب الحياة في جيبه الصغير !

” ما أقوى جبايرك” يا محمد ! هل يُخيل إلي أم أنك قلت حقاً أن ” القدم إلي ودها تسلبنا الحياة بالناقص منها” ؟! ” ما أقوى جبايرك” أيها الفتى الغض.. أهكذا تفعل بالسرطان الذي أطاح برجالٍ كانوا لكل دولة وزمان ؟! ” ما أقوى جبايرك” وأنت تهزم هذا البعبع بسهولة كما تهزمنا أتفه الأشياء بسهولة أيضأً !!

” ما أقوى جبايرك” يا محمد وأنت تعطي معنى جديداً للحياة ،ما أقوى جبايرك وسمارك الآسر صار للسائلين عن الصمود دليلا.. ما أقوى جبايرك وأنت تغازل المستقبل _وأظنه يغازلك_ في وقت كان يفترض أن تصبح أسير اليأس والإنطواء ..ما أقوى جبايرك وأنت تطارد السرطان بعين فيما عينك الأخرى تطارد حلمك بأن تكون “باش مهندس قد الدنيا” حتى وإن كانت المطاردة بقدم واحدة ، صدقني إن لم تذهب لكلية الهندسة بنفسك فستجدها على بابك تنتظر منك غمزة أو إشارة !

“ما أقوى جبايرك” يا محمد وما أتفه السرطان من بعدك !

‎عبد المجيد عصر المجالي‎’s photo.