قمة عادية في ظروف غير عادية / المحامي محمد زهير العبادي

قمة عادية في ظروف غير عادية

بعد سنوات من الخذلان ننتظر قمة على أخفض بقعة في الأرض ، على أرض الحشد و الرباط ، تحت قبة تُطِل نوافذها على الأرض المُغتصبة ، و دماءٌ سالت بالشمال قد جرّها نهر الأردن حتى إستقرت على الشاطئ أمام أعينكم .

قمة لأمة ليست كباقي الأمم ، أبنائها مُهددين بهويتهم و بتماسكهم الإجتماعي و بكيانِهم أيضاً ، سلبوا الكرامة و العزة و القِيم الإنسانية .

هي كما قُلت قمة عادية في ظروف غير عادية ، فالأمة تمر بظروف دامية من حروب و إرهاب و نزاعات و تشريد و معاناة و فقر و بطالة ، فقلب الأمة الدامي القضية الفلسطينية ، و الأزمة السورية و اليمنية و الليبية و عاصفة من الأزمات الإقتصادية و السياسية و العديد العديد من القضايا التي أثقلّت كاهل الأمة بحيث أوقفتها عن الحركة و التقدُم للأمام لتحقيق النهوض العربي المنشود و مُواجهة التحديّات في عصرنا الراهن الذي يعد عصر التَكتُلات و لا مكان فيه للضُعفاء .

مقالات ذات صلة

فأمام كل هذا هل نحن على موعدٍ لسماع قراراتٍ حازمة تُطبق على أرض الواقع ، بعد سنوات من عدم الثقة بالجامعة ، فقرارات القِمم السابقة وصفت بالمشلولة لا أثر لها إلا على الورق .

فنجاح القمة مرهونٌ بالإرادة و العمل الجماعي ، و الإبتعاد عن المصالح الضيّقة ، و معالجة الجراح و التخلص من تبعية الأعداء و الخصومات الجوفاء والأحقاد العمياء ، لكي تُستعاد كرامة الأمة و تنتشل من أوحال الفرقة و تنقذ من الأزمات المفتعلة ، من خلال قمة تلم الشمل و تَرْأب الصدّع ، قمة تُؤثَر بها الأمة على المصالح الأخرى .

إجعلوها قمةً شَعبيةً قَوميةً تصنعون بها الأمل و الحلم لكل مواطن عربي .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى