عام على حكومة الرزاز !! أماني ملونة وأحلام بعيدة المنّال للمواطن الجائع والموجوع

سواليف _ جمال حداد

مضى عام على تشكيل حكومة رئيس الوزراء عمر الرزاز، وليس أهم ولا أكثر أولوية من أن نبدأ الحديث عن ” حالة البلاد ” بعد عام وهي تحت مظلة حكومة الرزاز…الأماني التي علقها الأردنيون على حكومته تساقطت كأوراق صفراء عن شجرة منخورة جراء عاصفة عمياء،لا أمل يلوح في الأفق ولا انفراج على ارض الواقع ، حيث الواقع يزداد سوءاً والناس موجوعة وجائعة فيما الحكومة تجر الناس إلى التهلكة ولا تملك في قاموسها سوى توزيع أماني ملونة وأحلام بعيدة المنال.

الملاحظ انه لا نُقلة واحدة تُبشر بالخير، فساد وترهل اداري فظيع والنظر إلى خيرات الوطن مثل كعكة يتقاسمها النخبويون على أسس عائلية و جهوية، انعكس سلباً على المواطن والوطن والشعب ينتظر من حكومة الرزاز خطوات جادة وفاعلة على طريق الإصلاح.

النمو الاقتصادي في تباطؤ،البطالة في ارتفاع، الركود الاقتصادي ضرب القطاعات التجارية،الإنشائية، والاستثمارية وهروب المستثمرين،ازدياد دائرة الفقر الذي يهدد بكارثة إنسانية وما من لها ذيول اجتماعية فادحة.

مقالات ذات صلة

اللافت في هذه المصائب القاتلة لم تستفز الطاقم الحكومة بالنزول إلى الشارع لأجل تحسس أوجاع المواطنيين،وآثر التمترس في المكاتب المكندشة وتناول المشروبات الساخنة وحل الكلمات المتقاطعة فيما الجوع ينهش الأمعاء .

الوزير الذي جاء بالصدفة وليس له دراية بالعمل الإداري والشأن العام،يعرف سلفاً انه سيرحل دون مقدمات، لهذا يبقى فترة ( إقامته ) بالوزارة نهشاً لشائعات التعديل ومتوتراً من التغيير، هذا الأمر يكبل يديه لذلك يحاول التهرب من اتخاذ القرارات الحاسمة والضرورية، فيعمل جاهداً على البقاء في منطقة الامان مفضلاً الاسترخاء خوفاً من انعكاسات قراراته التي سوف تظهر،ناهيك انه يعيش وسط ترهل الإدارة وروح البيوقراطية السائدة واستشراء الفساد، الأهم من هذا ان الحكومة لا تملك برنامجاً واضحاً ولا خطة عمل معروفة الملامح إضافة إلى افتقارها للأموال اللازمة لتنفيذ المشاريع التي تطرحها وتحلم بها.

على الضفة الأخرى ان أكثر الوزراء وخاصة في التعديل الأخير جاؤوا عن طريق العلاقات العامة و المعرفة الشخصية المباشرة او جائزة ترضية أو على سبيل التجربة حيث الكثير منهم لم يعمل في القطاع العام وليس له معرفة في دهاليز الحكومة، يجهلون المبادئ الأولية للإدارة أو التعامل مع الصحافة، حتى ان الشارع المصدوم يتسآءل باستغراب بأي مظلة هبط هؤلاء على الوزارة.لكل هذه الأسباب لا زالت حكومة عمر الرزاز تعيش في أزمة خانقة أو بصورة أدق تنتقل من أزمة إلى أزمة وتتخبط بالخروج من كارثة للدخول إلى كارثة مثل سمكة انتشلت من المياه وضاقت من قلة الأوكسجين وأخذت تضرب بذيلها يمنة ويسرة.
هذا يختصر القصة من ألفها إلى يائها ان الرئيس الرزاز الذي جاء بروح تفاؤلية وكأنه يحمل العصا السحرية لحل العديد من المشكلات المزمنة والمستعصية،” كسرت عصاته من أول غزواته ” مع ان الواقع يدعو للتشاؤم وهذا ما حصل فعلاً فقد وقع في مطبات شديدة الحساسية ولو الاسناد ” من السلطات الاخرى ” لما خرج سالما منها.

مطبات عديدة البّت على الرزاز الشارع وحشدت البرلمان ضده عليه فأصبح الرزاز وحيداً يغني وحده داخل طاحونة قديمة عالية الضجيج،اي ان آلية تفكير الرئيس ما زالت نمطية تحكمها المسارات البيوقراطية ولا زال يفكر داخل الصندوق ولم يلمس منه احد حركة إبداعية او نقلة نوعية حتى يحظى بثقة الجمهور رغم انه محسوب على الخط الليبرالي .

اختم القول انه لم يبقى امام الرزاز وطاقمه فرصة لتحريك العجلة الاقتصادية ،لكي يفتح الباب على مصراعية على طمأنة الناس بالالتحاق بالأحزاب الوطنية ومحو الأفكار الموروثة عن أيام الأحكام العرفية ليستطيع الناس في المشاركة في صنع القرار عبر الوسائل الدستورية المشروعة.
الرزاز وطاقمه الوزاري لم يبقى أمامهم الا ” الرحيل “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى