فشل الجمعيات وتسييس الصدقات / د . عساف الشوبكي

فشل الجمعيات وتسييس الصدقات

هناك مشكلة كبيرة في عمل الجمعيات الخيرية في بلادنا، حيث لا يوجد تنسيق وتعاون وتبادل للمعلومات بشأن الفقراء والمحتاجين بين هذه الجمعيات فتجد ان هناك من يسجلون انفسهم على انهم فقراء في كل الجمعيات وجهات العون والدعم التي يستطيعون الوصول اليها، فيما هناك فقراء حقيقيون لا يتلقون المساعدة من اي جهة وغير مسجلين باي جمعية وهذا قصور وتقصير في عمل وزارة التنمية الاجتماعية وفي عمل الجمعيات الميداني والمسحي للوصول الى من يحسبهم الناس اغنياء من التعفف، وهناك جمعيات حزبية تقتصر معوناتها على من ينتمون الى الحزب المنبثقة منه او الجماعة التي تتبعها، فيما هناك جمعيات طائفية يقتصر دعمها لأبناء الطائفة التي تحمل اسمها واخرى جهوية وغيرها مناطقية وعشائرية وعائلية وغيرها لذا فان الفشل والتخبط هو الحقيقة الأكيدة في عمل وزارة التنمية الاجتماعية وعند غالبية الجمعيات ،
وعليه فعند تقديم الدعم والمعونة والصدقات بشكل مؤسسي من خلال جمعيات ومؤسسات مرخصة ارى انه لا يجب التمييز والمفاضلة بين اليتامى والفقراء والمساكين اياً كان لونهم او معتقدهم او مذهبهم او انتماؤهم الحزبي او السياسي او اين يسكنون ومن اي اصل او منبت او جهة او صوب جاؤُوا ، فالاسلام دين سلام وخير ورحمة وتسامح جاء للناس كافة والمسلمون اعطوا من بيت مال المسلمين لفقراء المسلمين ولغيرهم من الفقراء وأبناء السبيل وكبار السن لذا من المعيب والمخجل تسييس الصدقات وتوظيفها لغايات انتخابية او حرفها عن غاياتها وان تتحكم الاهداف والغايات والمآرب الطائفية والمذهبية والحزبية والاقليمية و الجهوية والمناطقية وحتى صلات القربى بالعمل الخيري المؤسسي وتأخذه الى غايات شتى بعيدة عن اصل وفلسفة الرحمة التى جاء بها الاسلام ونادت بها كافة الشرائع السماوية.

د.#عساف_الشوبكي

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى