المنافقون / جميل يوسف الشبول

المنافقون

لا شك ان صفة النفاق ذميمة ومذمومة في الدنيا والاخرة واكاد اجزم ان المنافق نفسه يكره ان يوسم

بهذه الصفة وان يتحمل هذا العار لكنه يدخل الى عالم النفاق استجابة لنزوة او هوى متبعا او هدفا

يبذل في سبيله كل شيء من المال حتى الكرامة .

بحثت في اصل كلمة النفاق فوجدت انها تعود الى كلمة “نافقاء” وهذه الكلمة تعني بيت الجربوع او

اليربوع وللجربوع بيت اخر يسمى القاصعاء فاذا طلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء كذلك

المنافق يخرج من الايمان .

يخرق الجربوع الارض حتى اذا كاد يبلغ ظاهر الارض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا

المخرج فاذا رابه ريب دفع ذلك برأسه فخرج فظاهر جحره تراب فهو يظهر غير ما يضمر وكذلك

المنافق ظاهره ايمان وباطنه كفر .

اما التعريف الشرعي للنفاق فهو القول باللسان او الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد وقد تحدث القرأن الكريم عن المنافقين بعدد كبير من الايات منها على سبيل المثال ، قال تعالى:

انَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء:145

وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا النساء:140(

اخشى عليك يا وطني اخشى عليك من الهدم فالاوطان لا تهدم بالجرافات والمتفجرات وحتى الطائرات

وجميع انواع الاسلحة والقنابل بل يهدمها النفاق والكذب والافتراء وانني اجد اننا في الاردن البلد

الطيب اصبحنا نعاني من هذه الافة وتكاد تجدها في كل الاماكن .

نقول للاخوة الذين يكتبون في الشأن العام اتقوا الله في انفسكم وفي وطنكم وفي امتكم التي تتعرض

للذبح فلا تكونوا في طليعة الناهشين لجسدها ، نقول لاساتذة الجامعات ومربي الاجيال اساتذة

المدارس ولخطباء الجمع انكم قائمون على ثغور الامة فاما القوة والنصر واما الضعف والهزيمة نقول

للمسؤول الذي يملك اتخاذ القرار ويطالب كما المواطن العادي انك تعطل شأن الامة وانك دخلت دائرة

الكذب والافتراء والنفاق يقول المولى عز وجل “ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب ” صدق الله

العظيم .