عوامة …. / د. محمد شواقفة

” عوامة ….”
بعد هزيمة نكراء في لعبة طاولة الزهر عاد ” أبو العبد ” من المقهى مغبونا مقهورا في آخر الليل و كان يتمنى ان يكون الجميع نياما… فرغم حالته النفسية نتيجة الخسارة أصر رفاقه الا أن يجلب لهم ” عوامة ” و التي هي شرط لا يمكن الفرار او التنصل منه.
بدأ بالتمهيد لأم العبد التي كانت تتظاهر بالنوم كالعادة … حاول أن يبتدع حوارا شيقا و مثيرا عن حالة صديقه” أبو محمد” الذي بات أرملا حديثا … فهو يبحث عن زوجة شابة قد تعينه على ما بقي من خريف أو آخر العمر … و لأنه يدرك ما قد يجره هذا النقاش من آراء حادة … فقد كان يستطرد بين كل جملة و أخرى بعدم موافقته …. لكنه أيضا أرسل رسالة تثير الشفقة و الحنان في قلب أم العبد….هل تصدقين أن أبا محمد لم يتذوق طعم “العوامة ” منذ رحيل زوجته؟!….قالت له و هي تضحك و تدير ظهرها بعيدا : ” لقد خسرت مجددا في لعبة الزهر !!!”
في الصباح كانت رائحة ” العوامة ” تملأ اركان البيت … انتشى “أبو العبد ” ظنا منه ان توسله كان له نتيجة …. قالت له ” أم العبد “: لقد نفذ السمن البلدي من البيت بسبب صديقك… أحتاج لخمسين دينارا لأشتري المزيد. لم يتوانى ابو العبد عن الرضوخ و الدفع فورا . في المساء كان أبو محمد يتناول ” العوامة ” المستحقة بنهم و شراهة …. و لا يتوقف عن مدح أم العبد و عملها المتقن …. فسأله أبو العبد و هو يراقبه يلتهم آخر الحبات : لقد كلفتني هذه “العوامة” كثيرا من السمن البلدي ….
بعد لحظات وصل ” عبود” و همس بإذن والده أن عزوز الحلواني يريد ثمن ” العوامة ” التي اوصت عليها أمه صباحا ….. دفع مرة أخرى و عرف أنه مغفل كبير ….
نظر لأبي محمد و سأله : أيهما أطيب عوامتي بالسمن البلدي أم عوامة عزوز بالزيت !! ….

“دبوس على الاستغفال”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى