عنززز ولو طااااارت / شبلي العجارمة

عنززز ولو طااااارت

هذه هي مضبطة حکومات التوريث وتداول السلطة ومراکز صنع القرار حصرياً وفي الأردن فقط، ففي بلادنا فقط يتم تداول المنصب والکرسي واللقب من الجد للأبن للحفيد وهکذا دواليك ، ولعل تقرير حالة البلاد الذي أختلف مع وعلی شخصية رٸيس المجلس الاقتصادي الجدلية الذي وضع هذا التقرير ،ولکن من خلال البند الأول للتقرير أن تکرار ما يزيد عن ٤٦٨ حقيبة وزارية ومراکز صنع القرار خاصةً في السنوات الثمانية العشر الأخيرة هو ما أضعف مٶسسات الدولة ووضع سياساتها في مهب الريح ، ونتيجةً لهذه المزبطة التي رسمتها وکتبتها وخططت لها هذه الشخصيات ذات الدم الأزرق الخاصة فقد جاء الختم عليها بالأقدام والمسيرات نحو الديوان الملکي من کل محافظات ومدن وقری الوطن.
لقد کتب الأنقياء بأقلامهم البيضاء النظيفة قبل هذه العاصفة من الاحتجاحات التي وصلت للأقدام وقد تم التحذير من کل الغياری ونبهوا بالإيحاء والإيماء والکتابة حتی وصلوا لمرحلة النصح والتأشير بالأصابع وانتهاءً بصرخاتهم التي تم وأدُها في غياهب السجون والمعتقلات،ولکن علی رأي أبي العلاء المعري حين قال :
لقد أسمعتُ لو ناديتُ حياً ولکن لا حياة لمن تنادي
کلما جاء رٸيس حکومة بطاقمه وندماٸه وشلته الجديدة القديمة منهم من تعفن في نفس الوزارة ومنهم من جاء بالبراشوت طلبوا مهلةً وعطوة من الشعب لمدة مٸة يوم وليلة للحکم علی النهج والسياسة من طرفي المعادلة المدخلات والمخرجات بنتاٸجها ،وطالما أن المدخلات هي الأزمة الاقتصادية وتعليلة البنك الدولي والنهج الفاسد للحکومات السابقة بقيت المخرجات والنتيجة بعد عطوة المٸة يوم بأن يتخذ الرٸيس الجديد نفس المسلك والمخرج والمهرب لمن سبقوه ”حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس“ ، أو ”إنت جاي تقيم الدين بمالطا؟“، ويبدأ بمرحلة الارتشاق ببخور الفساد ونبع الخراب حتی البلل والوحل والغوص للأعماق.
شعارات مکافحة الفساد ومحاربة الواسطة والمحسوبية والتسليکات والتنفيعات علی حساب الشعب والوطن هي مرحلة صقيع استلام السلطة وما إن تسطع شمس الحقيقة لصلعة الرٸيس التقليدية وصلعانه الأٓخرين حتی تبدأ هذه الشعارات بالذوبان ثم السيولة والتبخر والانتشار ، وتبدأ هامات الشعب بالارتطام والرضخ والخش من حيط عوني مطيع لجدار وضاح لسور عويس ، وکان أٓخر ما صرح به الملك هو ”کسر ظهر الفساد“ ، حتی استفاق الشعب علی کارثتي التعديل الوزاري المهول المذهل والتعيينات لأشقاء النواب بالجملة والکريك کما يقال ،في حين أن النواب کذبوا علی قواعدهم بأنه مجرد وظيفة مراسل_ مع تقديرنا لهذه الوظيفة _ أمرها بيد رٸيس الوزراء وحده ، ثم لقاءات رٸيس الوزراء ومقابلاته المتلفزة الملخبطة وغير الواعية باعترافه بکل ما يکابده الشعب ويتألم له من ضنك العيش والفقر والبطالة وتدني مستوی الأجور للموظف والعامل بتبريرات غير مقنعة وأشکك باقتناعه هو شخصياً بما يقول ودون وضع حلول أو نظريات أو مخرج من عنق الزجاجة الذي خنقوا الشعب والوطن والإعلام به.
الرزاز في سلسلة أضعف رٶوساء الحکومات، قام بمبارکة ملف الخصخصة لعرابين الخصخصة الذين شلحوا الدولة والوطن والشعب وجردوها من مٶسساتها وهيبتها ، وکان تکليفه بحقيبة التربية والتعليم التي نسفها واغتال جهود کل الذين سبقوه ولعن أم المٶسسة التربوية في عزا أبوها ، وجاء تکريمه بهذه البطولة المزعومة التي قصمت ظهور الأجيال بتکليفه بتشکيل حکومة إنقاذ وإصلاح ما أفسد الدهر والمتنفذون، ولن أستهن بفکر قراٸي أن النتاٸج والمنهج والمخرجات باتت لا تخفی علی القاصي والداني ولا تحتاج للتوضيح والتحليل والکتابة الفلسفية، وأقل ما يقال أن الرجل أداءً هو أضعف رٸيس وزراء أتی علی الوطن ، علماً أن الرجل جاء من بيت علمٍ وفکر ومبادیء ،ولا نختلف معه شخصياً بقدر تحفظنا وخوفنا وقلقنا مما أٓلت إليه الأمور علی عهده .
مجلسي النواب والأعيان عيني عليهم باردة ، لا شك نحتاج لأکبر خرزةٍ زرقاء وسنحتار أين نضعها علی مجلس النواب أم الأعيان ، مجلسُُ قصم وسط الشعب وجعله سلعةً ساوم عليها لکل مصالحه الشخصية من قانون الضريبة وحتی رفع السلع وانتهاءً بالعفو العام غير العام وقانون الجراٸم الإلکتروني ،مجلس زاد من الهوة والمسافة السلبية ووضع أزمةً من الثقة بين المواطن والبرلمان الأردني الذي سوف تتسول الدولة وتستجدي الشعب للخروج للتصويت وممارسة الباطل الديموقراطي المسلوب في الدورات القادمة.
مضبطةُ سياسات وأخطاء وخطايا وعثرات بالجملة استحقت الختم بالأقدام التي انغمست بحبر غبار الوطن من أقصاه إلی أقصاه لإيصال رسالة للديوان الملکي بأن من أوصلنا لهذه الحالة هذه الحکومات والمجالس البرلمانية الفاشلة جملةً وتفصيلا.
ولا زال الرزاز بوزراٸه والسلطة التشريعية وکل أطياف السياسة يضعون العجين بإذن والطين بالأخری ، ولعل قصة الإثنين الذين کانا في رفقة بعضهما رأوا خيالاً من بعيد في وضح النهار أسوداً ،فقال أحدهم هذه عنز بينما قال الأخر هذا غراب ، وکلما اقتربا من الخيال الأسود احتدم الجدل ما بين أنه عنز أو غراب ، وعندما وصلاه طار الغراب فقال الأٓخر الذي يحاکي وضع حکومتنا من باب الجدل البيزنطي ” عنزز ولو طاااارت“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى