ما أحلى الرجوع إليك !! / عبدالمجيد المجالي

كلما خذلتنا أفعالهم وتملكنا الملل من أقوالهم وعزفت آمالنا لحن اليأس وهي تبحث عن صاحب ولاية عامة حقيقي يستفز المهابة الغائرة في نفوسنا عدنا إليه ، فهو الفاعل الذي يأبى أن ينوب عن الآخرين وهو الهيبة كلها في زحمة الخاضعين وهو الأبيض الشفاف في زمن المتلونين ، وهو (وصفي) الثابت فينا حين تمر الأسماء وكذا أصحابها العابرين. وما أكثر ما نعود إليه ..وما أحلى الرجوع إليه !!
حتى وإن مر الدهر كله على إستشهادك فهذا ليس كافياً لأن ننساك ،وكيف نفعل وأنت طريقنا نحو الأردن كما ينبغي للأردن أن يكون : لغة لا تجري إلا على لسان الصادقين وغيمة عالية تمطر كرامة على العالمين ، أب يمسح الدمعة عن وجوه البائسين ورغيف خبز بحجم الشمس يظل الجائعين !
يا وصفي :
صدقنا لم يتغير شيء منذ رحيلك، فما زال سراجك (ضاوي) وما زلت الأكثر يقظة في ذاكرة القلوب ،بينما نحسب غيرك رقوداً وهم أيقاظ ،يأتي هذا رئيساً للوزراء ويغادر ذاك ولا يجني القادمون والمغادرون سوى أنهم يظلمون أنفسهم حين يحملوها إرثاً كنت تحمله ،صحيح أن ثمة محاولات دائمة للتشبه بك لكن الفشل حليفها أبداً ، فأنت لم تكن تاجراً ولا سمساراً ولا من مزدوجي الولاء .. كان ولاؤك خالصاً للتراب وأبناء التراب ، لم تكن الأردنية بالنسبة لك ترفاً ولا عشق الأرض شيئاً من الكماليات ..كانت الأردنية مذهبك وعشق الأرض فرض عين على كل جوارحك !
لو تعرف كم يؤلمهم أننا نتحدث عنك ،لو تعرف كيف يحاولوا أن ينسفوك من ذاكرتنا ،لكنهم لا يعرفوا أن وجودهم في حياتنا ليس له فائدة تذكر سوى أنه يبقي ألستنا تلهج بذكرك وتترحم عليك :فكلما إعتقلوا الكلمة عدنا إليك ، وكلما كان الأردني آخر إهتماماتهم عدنا إليك ، وكلما فسروا صبرنا الكثير على أنه خوف أو جهل عدنا إليك ، وكلما تصرفوا في ممتلكات هذا البلد الطيب كأنها (جورعة ) مال داشر عدنا إليك ، وكلما كان جيب المواطن خيارهم الأول عدنا إليك ، وكلما هزمتنا الدمعة عدنا عليك، وكلما صعبت علينا مسألة في الوطنية و أردنا أن ننتمي أكثر عدنا إليك . وما أكثر ما نعود إليك .. وما أحلى الرجوع إليك !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى