عريف صف / د . محمود رمضان الجبور

عريف صف

أعلى منصب إداري تقلدته في حياتي منصب (عريف صف ) فمنذ أن تعلمت كتابة أسماء طلاب الصف ، مع بعض الأخطاء الإملائية التي مازلت حتى الآن أقع بها ، كأن أكتب ( عقله ) بهذه الصورة بدون نقطتين على التاء المربوطة ، أو أن أكتب (أحمد العبد ) هكذا (احملعبد) منذ ذلك اليوم المشئوم قلدني المدرس منصب عريف الصف ، ولثماني سنوات متوالية ، ما يعادل دورتين انتخابيتين لمجلس النواب ، كان يظن أنه بذلك يكرمني ولا يدري أن ذلك المنصب يجلب لي التعس والنكد وتعب البال والشقاء ، كان التلاميذ يكرهون المدرسة بسبب الواجبات والعقوبات وتقييد الحرية ، أما أنا فكنت أكرهها بسبب منصب العريف الذي لا أستطيع الاعتذار عنه ، كان علي أن أسجل أسماء الطلاب المشاغبين ، ” ولا نفس ، فاهمين؟ إللي بتنفس سجل اسمه ” بهذه العبارة يختم المدرس حصته ويغادر تاركا المسئولية على عاتقي ، أسجل الأسماء ، ثم أمحوها ، ثم أسجلها ، ثم أمحوها ، هكذا إلى أن يعود المدرس ، إن لم يجد أسماء على اللوح نلت العقاب أنا ، وإن وجد اسم أحد الطلاب نال عقابه وراح ذلك الطالب يتربص بي في الفرصة أو آخر الدوام ، يعني لا بد من أن أنال إحدى الحسنيين ، وفي الغالب كنت أفضل عقاب المدرس ، فقد كانت تخففه دموعي وتوسلاتي .
هذا ما زرع في فوبيا المناصب والأعمال الإدارية ، ترى ، هل مارس المرشحون لمجلس النواب منصب عريف صف ؟

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى