عداد المديونية..

مقال الخميس 10-11-2016
النص الأصلي
عداد المديونية..
على أجهزة الركض الكهربائية او ما تعرف بــ”التريدميل” هناك شاشة اليكترونية صغيرة تعرض للمستخدم : المسافة المقطوعة ،السرعة الحالية،وعدد السعرات الحرارية المحروقة،دقات القلب، والوقت المتبقي من المدة المضبوطة مسبقا..
وبما أن الحكومة تصرف “كثير وقليل”..أنا أقترح ان تثبت على باب كل وزارة وفوق رأس كل وزير شاشة اليكترونية متحركة تماماً كتلك اللوحات المضاءة على مداخل محطات الوقود..لتشير له بالأحمر إلى رقم المديونية العامة وعجز وزارته تحديداً ، علّه يتحفّز قليلاً وينجز ما أقسم عليه أو ترتدع نفسه عن أخذ و التصرف و هدر ما أؤتمن عليه من وطنه وشعبه الذي يعاني الفاقة والعوز أصلاً ..ولعل أثناء دخوله أو خروجه لاحظ الرقم الذي يتوالد دولارات مع كل ثانية وتذكّر ان من سيدفع هذه الخانات الطويلة من الدّين هم فقراء وطنه ، وان يتذكّر أن كل يوم يتأخر فيه السداد ويتضاعف فيه الرقم بالمؤشر السالب يعني إفلاس وإغراق أجيال كاملة ما زالت تحمل أحلامها على أكفها مثل رزقها اليومي ..

زادت المديونية الأردنية في آخر عشر سنوات 117% وفي السنوات الست الأخيرة ارتفع الدين من 11 مليار دينار عام 2010 إلى 26 مليار دينار مع الثلث الأخير من هذا العام أي أكثر من 15 مليار دينار دين جديد في غضون ست سنوات فقط..مع ان السنوات الأخيرة حررت كل الأسعار بدءاً من البترول والكهرباء وانتهاء بأقل السعر التموينية كمالية،فالمواطن الأردني يدفع كل شيء بالسعر العالمي ومع ذلك بدل أن تتقلص المديونية وتلتئم الهوة بين جرح الإنفاق والإيرادات زاد واتسع وغزر نزف المال العام في ظل قضايا فساد غير ملاحقة بمئات الملايين ،وأخرى تم إقفالها بطريقة سحرية ولا نعرف مصير أبطالها ولا أموالها..
**
عداد المديونية لا يعرف المجاملات على كل الأحوال ، ولا يقتنع بالصفقات المشبوهة في تبرئة ناهبي أموال البلد..عداد المديونية مثل عداد العمر لا يتوقف الا عندما يتوقف الوطن عن التنفس تماماً لا سمح الله وهذا ما لا نريده ولا نتمناه وسوف نقاتل لإبقائه حياً وكريماً…
عزيزي القارئ إذا استغرقت قراءة مقالتي هذه منك أربع دقائق ، فاعلم ان مديونيتنا العامة زادت أثناء قراءتك للمقالة 20 ألف دولار..فالمديونية تزيد بالدقيقة الواحدة 5000 دولار ..وقراءة عبارة غطيني يا كرمة العلي وحدها: “رح توقف عليك بمئة دولار” على أقل تقدير.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@otmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. الحمد لله.. مسؤولين مرضى.. وأمراضهم تتراوح بين جنون الزعامة..! وإنفصام الشخصية..! ومرض قيادة جاهة العروس..! إلا من رحم ربي..

  2. ما حدا هتشلان هم هالعداد غير انت وهالغانمين اللي مثلك … غيرك “بسمل ” من هالبنزين والعداد عالاخر .. والمشكلة الاكبر انه ما دام السايق ماشي في مين يعبي له من هالمحطات اللي بطريقه .. والشعب ورا هالسيارة بركض ومش ملحق لقمة الخبز

  3. في الدراما بيوقف قلب البطل/ة وبيفكروه/ا ماتت، واللي مابهمهم بطلعوا برا الكادر وبيضل المهتمين/المهتمات يحاولوا ويكرروا عملية الإنعاش من كل قلبهم، ولما نكون عآخر نفس وقبل كسرة اليأس برجع النبض وبتلاقي الكادر لأول مرة ما فيه إلا الأبطال اللي بستحقوا يظهروا وتبدأ حياة سعيدة مديدة بوجودهم، ولا عزاء للبقية.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى