عاصفة أوراق التين / يوسف غيشان

عاصفة أوراق التين
يمتاز شجر التين عن غيره من الأشجار بأن درنات الثمر تظهر عليه كل عام قبل بزوغ الورق ، أمّا إذا تأخرت الدرنات عن التوالد ، فإنّ الفلاح يدرك بأن هذه الشجرة لن تثمر ، فيعالجها أو يقطعها…. أو يحرقها.
هناك تقارب عضوي بين الطبيعة والإنسان .. وكثرة الأوراق المنثورة في وجوهنا دون ظهور لأيّ ثمار .. يعني أنّ شجرة الحياة السياسية غير مثمرة …حتى وأن اختبأت بعض الدرنات المثمرة تحت عاصفة الأوراق ، فهذا لا يكفي ، لأننا نريد ونتمنى شجرة حبلى بالتين .
تاجران متنافسان ، كتب الأول ، على باب دكانه : (كيلو التين بدينار) .
فكتب التاجر الثاني :
– كيلو التين بتسعين قرشا .
كتب الأول : الكيلو بثمانين قرشا .
كتب الثاني :… بــ سبعين
كتب الأول:.. بــ ستين
كتب الثاني : بنصف دينار
التاجر الأوّل اندهش من حجم الحسومات التي يقدّمها جاره .. فذهب إليه وقال :
– لكن يا جار ، التين يباع بسعر الجملة في الحسبة بستين قرشاً .. فكيف تبيعه بالمفرّق بنصف دينار ؟؟؟
فقال له التاجر الثاني :
– ومين قال لك إنه عندي تين أصلا !!!
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى