هلال العيد في غزة

#هلال_العيد في #غزة

المهندس محمود ” محمد خير” عبيد

الأهل و العزوة و السند و الأصدقاء الأعزاء,

هذا المساء في كل مكان سوف يقوم الجميع بتحري هلال عيد الفطر المبارك, حيث يؤذن ظهوره بـ”ميلاد” الفرح، وتكبيرات العيد، وسيُسارع الجميع الى التهليل سرورا بأول أيام عيد الفطر.

مقالات ذات صلة

و لكن هلال هذا العيد كما هو الحال خلال عقدين من الزمن لن يظهر في غزة العزة, حتى لو رآه العالم اجمع, فهلال العيد هذا العام سوف يتوارى خلف آلاف القتلى والجرحى، و الأمهات الثكلى و الأطفال الأيتام و والبيوت التي تحولت إلى أكوام من الخراب والدمار بفعل العدوان الصهيوني على مدى 190 يوم, لذا علينا ان نعمل على تحري هلال العيد في قلوب الأمهات الذين فقدوا أبنائهم و الأطفال الذين فقدوا ابائهم و عائلاتهم قبل ان يفقدوا بهجة العيد, سوف نتحرى هلال العيد من فوق البيوت المدّمرة التي حولها الكيان الصهيوني الغاشم إلى كومة من الخراب والدمار. اليوم لا عيد في غزة، ولن يرى اهل غزة الهلال حتى لو ظهر, فهلال العيد يختفي، ويتلاشى أمام اوجاع و مأسي اهل غزة و انين الأقصى و القيامة و المهد.

اليوم و بمجرد ثبوت هلال شوال، وأول أيام عيد الفطر، سنجد دموع اهل غزة سوف تنحدر من عيونهم حزنا” و الما” على من فقدوا و على ما أل اليه حالهم و على التخاذل و النكران و الجحود الذي واجههم فيه العالم, فلم يمر عيد على أهلنا في فلسطين بشكل عام و اهل غزة بشكل خاص بقسوة ومرارة هذا العيد, فجميع مظاهر العيد اندثرت و اختفت أمام هذا العدوان الغاشم و القتل و التدمير المستمر, وما تُخلّفه من فاجعة يومية، فعداد الدم لا يتوقف ولو لدقيقة، فالدمار طال أغلب البيوت والشوارع، لا عيد في غزة، والهلال حتى لو ظهر، سيتوارى خلف البيوت مقصوفة، ورائحة الدم التي تفوح في كل مكان.
هلال العيد لن يظهر والآلاف ممن شردتهم الة القتل الصهيونية ينامون في المدارس، وعلى الطرقات، هلال العيد لن يرى حيث بكاء الأطفال الأيتام ودموع النساء اللواتي فقدّن أزواجهنّ، وبيوتهنّ.

اقصى ما يمكننا ان نقوله في هذه الأجواء المشحونة بالحزن و الأسى ان نسال الله ان يتقبل طاعتكم و صيامكم و ان ينصر أهلنا في غزة و ان تكون صلاة عيدنا القادم في الأقصى و هو محرر من رجس الصهاينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى