صفقة لا يمكن أن تمر / عمر عياصرة

صفقة لا يمكن أن تمر

كان غيرك اشطر يا ترامب، فلو كانت فلسطين بمتناول عاصمة عربية او زعيم يبحث عن شرعية، لكانت انتهت آخر فصولها منذ زمان بعيد.
ندرك ان الادارة الاميركية الحالية هي الاكثر اخلاصا لإسرائيل، وكوشنير يعشقهم حد العميان، لكن كل ذلك لا يعني مرور صفقاتهم الشاذة، فلا زال في فلسطين شعب وشهداء واسرى كامنون ينتظرون اسقاط الخيانات.
يتحدثون عن صفقة قرن تصفّي القضية الفلسطينية، حيث التنازل التام عن قضية اللاجئين عودة وتعويضا، اما القدس ففي صفقتهم مدوّلة، لا هوية فيها لفلسطيني.
لن اقلل من قوة الدفع التي يحملها مشروع الصفقة، فهناك اميركا، كما في كل مرة، ولكن هناك الى جانبها حالة عربية غير مسبوقة بتفككها، ورهان على كبح جماح ايران مقابل تنازلات في فلسطين.
انا شخصيا اراهن اولا على اسرائيل انها ستتعنت، وترفض كل التنازلات، فطبيعة تحولات المجتمع السياسي هناك تشي انهم يريدون كل شيء، ولن يتنازلوا ابدا، واستراتيجتهم تقول «هل من مزيد».
الجهة الاهم في تمرير التنازلات هم الفلسطينيون، واعتقد جازما، انه لا عاصمة عربية تملك الحق بالتفاوض والتنازل عنهم، وكذلك، لا يملك زعيم فلسطيني مهما بلغ وزنه ان يصفّي قضيتهم.
كلنا يذكر ابو عمار، القائد التاريخي الاكثر نفوذا، كيف ان لم يستطع في كامب ديفيد 2000 تقديم التنازلات، نفض يديه من الضغوطات وعاد للشعب، فكانت الانتفاضة والشهادة.
نعم تملك عاصمة عربية، الانفتاح العاطفي على اسرائيل سرا وعلانية، وقد توظف في الضغط على اهل فلسطين كي يستسلموا، لكنها لن تنجح، تلك معادلة لا نقاش فيها، لأنه «اللي بيجرب المجرب عقله مخرب».
الاردن، وانا كأردني، اتابع بقلق ما يتسرب عن الصفقة، وما يزيد من هواجسي، اولا ظروف البلد الاقتصادية، ثانيا سلوك عواصم عربية بات غير عقلاني في تعاطيه مع الملف الفلسطيني.
من هنا، اقول ان الحذر مطلوب، لكن الخوف ايضا غير مبرر، الى حين اطلاق العرض الاميركي، يجب علينا جميعا التفكير بعمق اكبر، بكيفية استرداد بعض من عناصر قوتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى