شعب الضفة.. ننتظر منكم أكثر

شعب الضفة.. ننتظر منكم أكثر
عمر عياصرة

يراهنون في واشنطن وتل ابيب وبعض عواصم الاعتدال العربي، على نفسٍ قصير وهمة محدودة لأهل الضفة الغربية في احتجاجاتهم على القرار الامريكي المتعلق بجعل القدس عاصمة لإسرائيل.
هم يعلمون ان الضفة بيضة القبان، ووحدها القادرة على خلط كل الاوراق واعادة الاعتبار لمعنى الصراع على الارض، وانها اذا انتفضت ستلغي كل انجاز اسرائيلي تحقق تحت عنوان سياسة الامر الواقع.
في نقاشاتنا مع البعض، يقولون ان الضفة اختلفت عما كانت عليه عام 1987، ابان الانتفاضة الاولى، ووجه التغيير جغرافي حيث تقطعت اوصال الضفة بالمستوطنات، وثقافي اصاب البنية الاجتماعية وعلاقتها بالنضال.
بعض ما يقال صحيح، لكنه ليس بالكافي لموت الضفة واخراجها من الصراع، بل على العكس، ذلك ادعى كي تنتفض، وتنفض الغبار عن صورتها، وتعود واجهة للصراع.
الاحتجاجات في الضفة ليست بمستوى الطموح، تحتاج الى مزيد من السخونة التي تتناسب مع حجم المخطط التصفوي الذي يحاك للحقوق الفلسطينية، ولعل هناك واجبا على الفصائل، كي تبذل المزيد، وتعمل اكثر باتجاه خلق استراتيجية تعالج هذه الاختلالات.
عمان وعباس، هم الاكثر انكشافا بعد قرار ترامب، هناك ضغوط موضوعية على الطرفين، لكن الجيد انهما تعاملا مع القضية بمنطق انها فوق السياسة ولن تخضع للمساومة.
هنا يأتي سؤال، اين المفر؟ هل هناك خيار افضل من انتفاضة تعيد انتاج حالة فلسطينية اقوى تؤسس لموازين قوى جديدة في المشهد الاقليمي.
اكررها بقناعة تامة، الاردن ومحمود عباس، كلاهما، احوج ما يكونان الى انتفاضة شاملة تجعل الامريكي يتراجع، والاسرائيلي يخسر سياسة الامر الواقع، والعربي الذي صمت عما جري يعيد حساباته ويعقلن تنازلاته.
لا انتفاضة بدون فتح وحماس معا، لا انتفاضة وهناك تنسيق امني وقمع فلسطيني لها، وعلى طبقة اوسلو ان تقتنع بأن القطار سيفوتها ان مررت قرار ترامب، فالانتفاضة في الضفة هي الرهان والا سيكون السراب الترامبي اكثر نضوجا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى