” سيرة الحكومة !!” / د. محمد سعود شواقفة

” سيرة الحكومة !!”

بدا متجهما و غاضبا على غير عادته …. أخبرها أنه لن يحتمل تصرفاتها الخرقاء أكثر من ذلك …. يجب أن تكف عن ممشاها العاطل فقط أصبحت سيرتها على كل لسان و الكل يتهمها بالفساد … قالت له: ” فشر …اصبعي- و اشارت بالوسطى – بعين اللي بيجيب سيرتي ”
تنهد مغلوبا على امره … أرجوك ان تتستري قليلا … فلباسك فاضح و كل ما يجب اخفاءه واضح … هذا خروج على الذوق و الاخلاق … لا أستطيع احتمال النظرات و هي تنهش جسدك و تستبيح كل محرم… ردت عليه بضحكة مجلجلة: “ألا يعجبك شكلي…. “و غاب في بحر المفاتن و صمت !
و لكن … اولادك لا يجدون قوت يومهم و كما ترين حفاة عراة …. لماذا تصرين على حياة البذخ ؟! … تلبسين الجميل و تصرفين الكثير و تصرين على الاستدانة لتستمر حياتك بنفس الطريقة و المنوال.. لماذا تصرين على الفشل الذي يجره فشل . لماذا تركضين لأحضان من يدفع و تحققين لهم رغباتهم و لا تلقين بالا لمن يحتاجونك و يرنون اليك بعيون و قلوب مفتوحة… انت تعلمين ان زبائنك يقينا لا يحبونك و سيهجرونك حالما يقضون وطرهم منك …لماذا لا تهجرين فراشهم البارد ؟!… و لترجعي لدفء المحبة … حيث لا أحد يهديك وردا ليمتص رحيقك … ولا يشتري ابتسامتك باموال لا روح لها و لا قيمة . فقط تملئين غرائزهم و تشبعين نهمهم فتكبر كروشهم و مخداتهم ولا تستطيعين النوم بسبب شخيرهم.
أتوسل إليك لا تعاودي الكرة … فكلهم يعتبرونك رخيصة … لا يهمهم فخامة فستانك الذي سينزعونه في أول فرصة نهشا و تمزيقا…. ولن يوقفهم أريج عطرك الآسر و هم يبحثون عن رائحة الشبق و الرغبة … لن يكون مهما إن كنت مميزة أو مختلفة .. كل ما يهم أنك لينة مطيعة .
لن يهتموا إن كنت وصلت بسيارة فارهة أو وصلت بتاكسي أجرة و لن يقلقوا إن كان حذاءك أصلي أم تقليد. لن يسألونك مع كم رجل قبلهم كنت؟! …. و من اقتحم حرم جمالك منذ الازل و لم يترك بعده ” أي إثر”. كل ما يرغبون به أن تمنحيهم الوقت ليكونوا معك على انفراد …و هم مستعدين لتنفيذ كل طلباتك و لكن بعيدا عن العيون. تريدين جسورا من الاحلام … يبنونها لك في اي مكان لا يعرفه احد و لا يصله احد…لكنهم سيتركون لك باقة كبيرة من الورود الصناعية عربون محبة لم تك اصلية و كلها زيف و خداع .لكنهم يطالبونك و يشترطون عليك ان لا تقولي شيئا و بعد ان يسرحوا و يمرحوا و يستغلون كل ما تقدمينه لهم من لحظات …. لكنهم فعلا لا يكترثون لوجودك و ما قد يسببونه لك من ألم …. و لا يتذكرون أبدا عظم خطيئتهم و يستمرئون كثرة ذنوبهم …. و يتناوبون عليك برغباتهم الدنيئة آناء الليل و أطراف النهار …. و يصرون على اقلاق راحتك و راحة كل من يهتم لامرك بتصريحاهم الهلامية .
رغم سيرتها السيئة و سمعتها التي زكمت الانوف ….. فلم يردعها كثرة الكلام عن فعل ما تريد – او ربما لا تريد – ضاربة بعرض الحائط كل ما يقوله الغير عنها و دون اي اعتبار لما تسببه من أذى لأبنائها و بناتها…. خرجت الى شرفة الفندق و راحت تطل من الطابق الأخير …. كانت تحتسي قدحا و تنفث دخانا عابرا من شفتيها ….لم تك فعلا آبهة بما يدور في الساحة المقابلة لباب الفندق من هرج و مرج … كانت جموع الاهالي تتوسلها و ترجوها بأن تعدل عن الانتحار ، و أنهم يعدونها بكل مقدس بأنهم لن يتحدثوا عن سيرتها مرة أخرى….
ضحكت بصوت لا يسمعه أحد و توارت الى الظلمة مرة أخرى … ” من أين لي بمثل هذا الشعب المسكين … يظن انني سانتحر لأنه يتحدث بسيرتي…”

” دبوس عالسيرة الذاتية ”
هذه الاحداث لا تمت للواقع بصلة و هي محض خيال من مسلسل تافه يعاد بثه باستمرار .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى