سلطان العدوان رجل المبدأ والكرامة / موسى العدوان

سلطان العدوان رجل المبدأ والكرامة

في كتابه ” ثورة البلقاء ” ينقل الدكتور عبد الله العسّاف الرواية التالية وأقتبس بعضا منها مع بعض التصرف :

” يُلاحظ أن عرب البلقاء عامة كانوا إلى جانب الأتراك ضد البريطانيين . . . وعملوا على التعاون مع الأتراك في ملاحقة الجيش البريطاني المنسحب من السلط إلى فلسطين، بعد أن فشل في الهجوم الأول على السلط وعمان.

وتشير الرواية هنا إلى أن الشيخ سلطان العدوان بصفته ممثل البلقاء عامة والعدوان خاصة، ذهب هو وولده الشيخ ماجد وبرفقته أربعة عشر خيالا من شيوخ البلقاء، لمقابلة الأمير فيصل بن الحسين قائد الجيش الشمالي في منطقة الوجه بعد انسحاب الأتراك من المنطقة، إلا أن مقابلتهم جاءت متأخرة على عكس القبائل الأخرى، التي سارعت إلى مقابلته والترحيب به منذ لحظة دخوله حدود بلاد الشام في شهر تموز 1917.

تشير الرواية المحلية إلى أن الأمير فيصل جاء محملا بصناديق من الذهب الإنجليزي، وقام بتوزيعها على شيوخ القبائل ليكسب ولاءهم. وأراد أن يعطي شيوخ العدوان الذين جاؤوا للسلام عليه وتأخروا في مقابلته مالا. فقال الأمير فيصل للشيخ سلطان : الآن تأتي يا ابن عدوان ؟ فقال الشيخ سلطان مخاطبا إياه : كان عندي ضيف مسلم ( يقصد تركي ) ولما انتهت زيارته وعاد لبلاده تصحبه السلامة، صار يحق لي الآن أن أقابلك.

فأحضر رجال العدوان عدة شياه ( غنم ) كان الشيخ سلطان قد أمر بذبحها، وإعداد طعام الغداء لفيصل. فعرض فيصل أكياسا من الذهب على الشيخ سلطان العدوان وقال : هذه لك منا. فانزعج الشيخ سلطان وقال له نحن لسنا شحادين . . ونحن لسنا بحاجة. فقال فيصل : أعطيها لربعك. فقال الشيخ سلطان : المحتاج نحن نعطيه ورفض أخذ الأعطية أو توزيعها على ربعه “. انتهى الاقتباس.
* * *

التعليق : هؤلاء هم شيوخ الأردن الحقيقيون الذين نفتقدهم اليوم، أصحاب المبادئ والكرامة وعزة النفس. شيوخ لا يشترون بالمال مهما كانت قيمته، وإن عادوا فإنهم يعادون بشجاعة وفي وضح النهار، وإن صادقوا فيصادقون بإخلاص وشرف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى