زيارة دمشق تثير جدالاً / عمر عياصرة

زيارة دمشق تثير جدالاً

ليس كل من زار دمشق في الايام التي تلت فتح معبر نصيب، او اعلن فرحته وانبهاره بالاوضاع السورية الاقتصادية والامنية هو من مؤيدي بشار الاسد في اثناء الازمة السورية.
فرحة هؤلاء ذات مزاج مختلف، لا علاقة لها باحتفالات النصر والنكاية والمعايرة التي مارسها انصار الاسد الاردنيون بعد فتح المعبر.
اهل الرمثا والمحافظات الشمالية، فرحتهم بالمعبر يطغى عليها الاقتصاد، فعودة الحياة للحدود مع سوريا، معناها عودة التجارة والتبحير وانتعاش الاسواق والمحلات.
لكن هناك اردنيون كثر زاروا سوريا، وسيزورونها، بعيدا عن عناوين السياسة او مشاعر التأثر بقسوة مشهد الازمة التي كانت طوال السبع سنوات.
زيارة سوريا تعني لدى كثير من الاردنيين السياحة غير المكلفة، وتعني للبعض سياحة التبضع، فقد اختنق الاردنيون داخل حدودهم، وها هم يعودون لدمشق سياحة لا سياسة.
لكن لا ارى اي ايجابية في قصة التراشق والاستقطاب الذي نسمعه حيال الموقف من زيارات الاردنيين لدمشق، فمعارضتنا السياسية المسبقة لنظام الاسد لا تعني القطيعة الشعبية مع سوريا ان عادت متعافية.
ايضا مع فتح المعبر، وتدفق الاردنيين، يأتي السؤال: لماذا يعزف اللاجئون السوريون عن العودة لديارهم؟ ولماذا تغيب الخطة الوطنية لتشجيعهم، ففي ذلك مصلحة وطنية؟
علينا الاقرار رسميا وشعبيا، عقليا وانفعاليا، ان الحكم في دمشق لم ينكسر، وانه مستمر في السلطة، وان تعافيه وشكله المستقبلي مسألة ستحكم عليها الايام القادمة.
لذلك علينا ان نقدر مصلحتنا العليا، فمن جهة يجب اعتبار فتح الحدود مع السوريين مسألة مهمة وذات منفعة اقتصادية وسياسية، وعلى الجانب الآخر، سوريا جارة ابدية، لا يمكننا الاستغناء عن التعاطي معها مهما كان حكامها ومهما كانت مشاعرنا حيالهم.
الخلاصة، لا داعي للتراشق القيمي في الموقف من زيارات الناس لدمشق، فهي زيارات سياحية خالصة في معظمها، والاهم ان نطالب حكومتنا ببذل الجهد لتشجيع اللاجئين على العودة لديارهم بدل وقوفها موقف المتفرج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى