رمضان أردنيا..استضافات لأثرياء…وهروب من الفقراء

رمضان أردنيا ..استضافات لأثرياء …وهروب من الفقراء
,* الاستاذ الدكتور حسين محادين.
الاردنيون أهلي بكل فخر،لكن لايمنع هذا من رصد وتشخيص علمي لسلوكيات معظمهم في هذا الشهر الفضيل ممثلة في ما ياتي لا على التعميم:-
1- نتيجة لتسارع التغيرات الاجتماعية والثقافية في مسيرة مجتمعنا بقيمها الغربية المعولمة منذ بداية القرن الحالي ،فقد دخلت ممارسات غريبة على مضامين سيد الشهور رمضان الفضيل لعل أبرزها هو ضعف قيم التكافل الروحي والاقتصادي الجماعي بين الناس داخل الأسرة والحارات وحتى بين مناطق السكن المشتركة التي تنمي الوجدان الجمعي للأردنيين من مختلف المنابت والاصول ،مقابل صعود القيم الفردية الانعزالية” الانوات” الأمر الذي اضعف النسيج الوجداني بين الناس في مجتمعاتنا المحلية رغم أن هذا التكافل المفترض يعد واحدا من ملامح رمضان المميزة لهوية المسلمين في الاردن والعالم.
2- اخذت المصالح الاقتصادية والسياسية الفردية في التضخم الكبير في دواخلنا لاسيما النازعين منا لدخول نوادي السياسين والمسؤولين ومشاريع المرشحين والشيوخ، وتجلى ذلك في ممارسات النفاق الاجتماعي التي تمارس طوعا من قبل هؤلاء نحو المسؤولين بكل مراتبهم والاثرياء بتدرج مستوياتهم عبر حرص الكثيرين منا على إقامة الولائم الباذخة ودعوة أعداد كبيرة على “شرف” اؤلئك المتخمون في رمضان وغيره، وهؤلاء اصلا من غير المحتاجين لمثل هذه الدعوات من جهه وعلى الجهة الاخرى، ثمة امتناع أو اهمال وبخل أصحاب مثل هذه الولائم الباذخة عن التصدق او حتى دعوة اي من الفقراء والمساكين الذين يجب أن تستهدفهم سلوكاتنا بالعطايا والإسناد كواحدة من مستحقاتهم في رقابنا وامولنا كمسلمين في رمضان وغيره.
3- أصبح لدينا اقتران قوي الحضور فكرا وممارسات بين شهر رمضان والطعام اولا، حيث تراجعت المضامين التهذيبة والتسامحية والايثارية الروحية الإنسانية عموما في ممارساتنا الرمضانية في بلداتنا ووطننا الأكبر يا للوجع ، وغابت عن يومياتنا أسئلة ملحة ومصاحبة لشهر رمضان بالضرورة مثل ؛ ما إمكانية زيادة دعمنا وتصدقنا لهؤلاء الأخوة والأخوات الفقراء أو المعوزين حتى لو تخلينا عن وليمة زيف واحده نزمع إقامتها لمن ليس مستحقا او مسحقين او غير محتاج لها، ما إمكانية أن نستضيف على موائد افطارنا من فقراء او طلبة علم أردنيين او ضيوفا على مناطقنا..او ما إمكانية أن نقدم وجبة إفطار المحتاجين في مراكز إيواء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا المركز أو ذاك..؟
اخيرا أنها محاولة للحوار بالتي هي أحسن علنا ننجح كل حسب إمكاناته في تعميق وتوسيع حضور قيم رمضان النبيلة لدى اهلنا الصابرين والطيبين من الفقراء والمعوزين أفرادا وجماعات لأنهم الأحق والأجدر فكرا وثوبا لنا عند الله عز وجل من الكثير من لمات/فطورات النفاق الاجتماعي الزائف والاستهلاكي الباذخ..فهل نحن فاعلون؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى