دول تتهاوى ودول مؤثرة / أمجد شطناوي

دول تتهاوى ودول مؤثرة
المتتبع لظاهرة نشوء دول واختفاء أخرى منذ بداية القرن التاسع عشر يجد العجب العجاب وبالمقابل يجد ان هنالك دول راسخة ومؤثرة في محيطها والعالم وترسم خريطة السياسة العالمية مع دول أخرى لها نفس الخصائص والصفات.
الشىء المشترك بين الدول المؤثرة والقديمة هو شىء واحد وهو جميعها دول مؤسسات وحكم جمعي رشيد والمواطن فيها يحظى بأعلى درجات الحرية والرعاية الصحية والاجتماعية وتقوم الدنيا ولا تقعد ان تعرض أحد مواطنيها إلى اي أذى خارج حدود دولته وكذلك تجد معظم بني البشر يطمح بالهجرة إليها لانه يجد فيها البيئة المناسبة لنموه الفكري والمادي على جميع الأصعدة وله فرصة اعتلاء سدة أعلى المناصب ليحقق نفسه ويرفع من احتضنته ضمن أعلى درجات مبدأ تكافؤ الفرص الذي فكرته واساسه الأكفأ هو الاحق غير مكترث باللون او العرق او المكان فيفيض ابداعا وعبقرية فيرتقي ويرفع المؤسسة التي يشغلها لينافس العالم .
نذكر هنا دول على سبيل المثال لا الحصر أمريكا وبريطانيا وفرنسا وسنتحدث هنا عن أمريكا.
امريكا كانت تسمى أرض الاحلام والفرص فجذبت إليها اعتى وادهى عقول العالم فكونوا مؤسسات وشركات كل واحده منها تعادل اقتصاد دولة متوسطة الحجم مثل مصر او الباكستان فمثلا إيرادات شركة أبل 215 مليار لعام 2016 بينما
حجم الناتج المحلي الإجمالي المصري نحو 230 مليار دولار أميركي خلال عام 2015 وهذا يعني ان شركل ابل تعادل إنتاج شعب مصر وثرواتها والأمثلة كثيرة جدا لشركات ايراداتها أضخم من دول متوسطة الحجم.
أوباما تقلد سدة الحكم ووالده جاء إلى أمريكا وتزوج شقراء لمدة وجيزة فأنجب أوباما وبعد فترة وجيزة وفي بيئة تكافؤ الفرص أصبح من أعظم قادة أمريكا ومن له بصمة عالمية في مجال السياسة العالمية .
انت يا من تقرأ الان هل تقبل ان يكون رئيسك في العمل لاجىء مثل اوباما فإن كانت الإجابة بلا فاعلم ان بلدك لن يرتقي ولو انطبقت السماء على الارض فلكي ترتقي تحتاج لفكر راقي عابر الحدود والقيود الوهمية الظالمة والهادمة.
سنأخذ الجانب المشرق في امريكا وندع ما دون ذلك.
في أمريكا الجبان فيها يعبر عما في خاطرة دون وجل او خوف ويحظى المواطن فيها بأعلى درجات الرعاية .
عندما تقول العقل الأمريكي فهذا يعني عقل الكرة الأرضية فجمعت العقل الصيني والبريطاني والمصري وكل دولة في هذا العالم ضمن بوتقة واحدة فجعلت من الاختلاف نعمة ولوحة جميلة غناء كبستان جميل فيه اجمل زهور الارض تجذب اليه النحل لتصنع منه اطيب والذ أنواع العسل فكان طعما ولا الذ يتغنى به .
في الختام نحن لا نتغنى بدولة مثل أمريكا او من على شاكلتها ففيها من العيوب الكثير الكثير فهي دولة استعمارية هدمت دول وإعادته إلى العصر الحجري مثل العراق وناصرت ظالم ضد أعدل قضية على وجه الارض الا وهي القضية الفلسطينيه وفيها من العيوب ما يضيق المقال بحصرها ولكنها شئنا اما ابينا على الصعيد الداخلي فإن دول مثل امريكا واليابان وفرنسا وبريطانيا والمانيا هي افضل الموجود وليست الافضل فهناك في التاريخ افضل نموذج عرفته البشرية الا وهو عصر الخلفاء الراشدين ، فإذا أردنا الدوام والمنعة الداخلية والخارجية السبيل هو ترسيخ دولة المؤسسات وتكافؤ الفرص والحكم الجمعي الرشيد وترسيخ المواطنة الحقة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى