دعوا الأمير وشأنه / عمر عياصرة

دعوا الأمير وشأنه

صحيح ان الدولة الاردنية دعمت وجود الامير زيد بن رعد في موقع ( المفوض الاممي لحقوق الانسان في الامم المتحدة )، ونجحت في اكسابه المنصب، الا انه بعد ذلك لم يعد موظفا اردنيا، فهويته الجديدة عنوانها «امم متحدة»، يتصرف ويصرّح ويشتبك على اساسها وضمن سياقاتها.
بناء على ذلك، عندما تقوم الخارجية المصرية بمهاجمة الامير زيد بسبب انتقاداته الاجراءات الامنية المصرية التي اتخذت بعد عملية تفجير الكنيستين الارهابية الاخيرة، يجب ان لا نشعر بالحرج، وان لا نتدخل، وان لا نلوم الامير على طريقة ادارته لعمله، فهو مرة اخرى يمثل الامم المتحدة ولا يمثل الاردن الرسمي.
كما علينا ألا ننسج في خيالنا افتراضات تقول ان الرجل تسبب لنا بأزمة مع القاهرة، فهذا غير منطقي، واعتقد ان الدبلوماسية المصرية لن تفكر بهذه الطريقة، فهم يفرّقون بين كونه اردني الجنسية واممي الوظيفة والتوجه.
قد ترغب مصر ببعض العشم، وهذا متفهم، لكن الامور لن تتدحرج الى مستوى الازمة السياسية بين البلدين كما يصورها البعض، مع التذكير انه سبق للامير زيد ان انتقد الاردن في بعض الملفات.
طبعا هناك من يقول ان مؤسسة الامم المتحدة ليست الا انعكاسا للعبة «تأثير موازين القوى»، فهي ليست ملائكية في عملها وتقاريرها وانحيازاتها؛ وبالتالي وجود «شخص عربي» في موقع هام يجب ان يخدم قضايانا، لا ان يستل انياب الموضوعية في خرمشتنا.
هذا صحيح ويحتاج الى نقاش اعمق حول قدرة الامير على الانحياز، لكنه لا يعني ان نلوم الرجل على موضوعيته، فالاصل ان نفهم انه رغم كونه «اردنيا، هاشميا» الا انه في تصرفاته وتصريحاته يعكس هوية مؤسسته الاممية وسياساتها.
تواجدنا في الوظائف الدولية الاممية مسألة هامة ويجب البناء عليها، وادارتها يجب ان تكون من خلف الستار، دون ضجيج وبدقة متناهية، فسيأتي يوم نبحث عن «قرشك الابيض ليومك الاسود»، ولعل في تجربة لينا خلف ما يثبت الامر، وعليه نقول: دعوا الامير وشأنه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى