دخلك يا طير (الزقزاق) / يوسف غيشان

دخلك يا طير (الزقزاق)

كما نمنح الأسد عشرات الأسماء في اللغة العربية، ونمنح الحب عدة مستويات ، والموت ثلة من المسميات، فإننا نمنح ذلك الطائر بضعة أسماء لا تزيد عن أصابع الصفعة الواحدة. لكن تعدد أسماء هذا الطائر لا تغير مهمته قط ، فهي طريقة معيشته وهدفه الأسمى من الولادة حتى الموت.
أحد أسماء هذا الطائر هي ” الزقزاق،وربما جاءته لأنه لا ينفك يزقزق فرحا وهو يمارس مهنته القذرة ، أما مهنته القذرة فهي أنه يقوم بتنظيف اسنان التمساح بعد كل وجبة للتمساح طبعا، حيث يفتح له التمساح فمه على مصراعيه، ويشرع الزقزاق في الزقزقة وأكل فضلات الطعام العالقة بين اسنان الوحش البرمائي..أي أنه يقوم بعمل المسواك وفرشاة الأسنان معا .
تذكرت هذا الطائر المزقزق وأنا أتصفح ما يكتبه البعض في محاولة لتنظيف أنياب و أسنان الحكومة العربية من دماء الديمقراطية والحرية، لا بل والحقوق الطبيعية التي من المفترض ان يتمتع بها المواطن العربي كتحصيل حاصل.
سال صحفي اجنبي عربيا ماذا يتمنى، فقل له العربي اتمنى ان لا تطاردني اجهزة بلدي الأمنية ، وأن احصل على بيت مناسب لعائلتي ، وعمل مناسب اعتاش منه، ومكان آمن اربي فيه اطفالي .
فقال الصجفي الأجنبي للعربي:
– شكلك فهمتني غلط..فلم اسألك عن حقوقك ، بل سألتك عن أمانيك .
لكن المواطن العربي أعاد ما قاله، فهو لم يفهم اصلا ما يقصد الصحفي الأجنبي .وانتهى الحوار .
هذه الهوة العملاقة بين الأنظمة العربية وشعوبها تحول بعض الناس الى اسراب من طائر الزقزاق ، لعلها تحصل على قوت يومها، وهذا اقصى امنياتها.
ذات هذه الهوة تحول بعض المواطنين الى اجهزة تدمير ذاتي للمجتمعات، حينما يرى المواطن انه جائع ومظلوم في وطنه، يتحول الى وحش يسعى الى تدمير اي شئ ..حتى نفسه.
سواء… كنت طائر زقزاق ام وحش …فأنت عزيزي المواطن مجرد ضحية…ضحية لحكومات، تسرقك وتظلمك وتنتهك كرامتك، دون ان يرف لها جفن ولا ضمير .
لن تستقر المجتمعات العربية الا اذا ابتكرت كائنا وسطيا بين الزقزاق والوحش..كائن لا يهادن الأنظمة الفاسدة، لكن لا يسعى لتدمير المجتمع، بل الى تغييره نحو الأفضل.
هل ارى نورا في نهاية النفق …..ام هو قطار قادم سيهرسنا معا؟؟
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى